إذا نظرنا إلى كل الأديان وكل المذاهب في داخل تلك الأديان نجد فيها جانب من الحق والخير والجمال، وما يتفق مع الفطرة الإنسانية السوية، وفي نفس الوقت نجد فيها الكثير من الجوانب التي تنحرف عن تلك الفطرة وتُعلي جانب من الانحرافات وتقره على أنه من الحق أو الخير أو الجمال، وكل المذاهب الإسلامية فعلت نفس الشيء، وكلها تحمل بعض الحق والكثير من الخطأ ، وواجب كل مسلم أن ينقي مذهبه من الأخطاء ، أي أن العقلاء من كل مذهب هم من يجب... أن يحاولوا تطهير مذاهبهم مما شابها من أخطاء وخبث، فإذا فعل العقلاء ذلك ستختفي المذاهب تلقائيًا وسيعود الإسلام كما بدأ أول مرة، دين الفطرة والجمال والحق والإنسانية السوية. فالإنسان السوي بدون دين ستجده يختار الحق والخير ، ولكن عندما تنحرف الفطرة البشرية عن طريقها السوي بسبب فيروس معين يصيبها، فإنها ستحتاج إلى من يعيدها إلى الصراط / الطريق المستقيم، وهنا تأتي الحاجة لإرسال الرسل والأنبياء ، أطباء الإنسانية الذين يعالجون انحرافاتها .. فالنفس الإنسانية السوية تعرف من خلال البرمجة الذاتية داخلها الصواب والخطأ ، الخير والشر. وتلك البرمجة وضعها الحق سبحانه وتعالى في كل خلية من خلايا الإنسان ( ونفسٍ وما سوَّاها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلحَ من زكَّاها، وقد خاب من دسَّاها ) ...
فالإنسان كائن مُلهَم من الله، والفطرة برمجة الله للإنسان، والانحراف عن الفطرة فساد ودمار للإنسان وللبشرية. البشر جميعًا متشابهون في معرفة الحق والخير والجمال، فإذا وجدنا اختلاف، فهو عرض لمرض، فلنبحث عن أصل المرض ونحاول علاجه.
فلو عدنا للفطرة الإنسانية السوية، ستختفي المذاهب والأديان المختلفة ونتوحد تحت راية واحدة ، ودين واحد بدون مذاهب، هو الإسلام، بمعنى التسليم للحق والخير والجمال والفطرة السوية التي وضعها الله في نفوسنا البشرية حين خلقها. وبالرغم من أنَّ هذا شبه مستحيل، إلا أنَّ كل إنسان عليه مسئولية المحاولة المستمرة أن يضع نفسه على الصراط المستقيم، ويعيدها إليه كلما انحرفت عنه، وكذلك عليه أن يحاول إصلاح كل من حوله ويهديهم بعد ان يهتدي أولا لهذا الصراط الإنساني السوي المستقيم.
( صفاء الزفتاوي - 23/3/2015)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق