قصيدة ( الحب والألم)
تعليقًا على قصيدة
الشاعرة الصديقة – ( ربا شعبان)
الحبُ والشِّعرُ والإِحساسُ والقلمُ...
والألمُ...
فيضٌ من مشاعرِنا... وشاعِرُنا...
وشاعِرُنا تألَّقَ يوم أن قالَ... وقالَ
اليومَ أشعارَا...
وَتنْزِفُ ِمن مآقي القلبِ أزهارَا. ..
لعلَّها يومًا تُلامِسُ كفَّ
أحرارٍ فتلقَفُها، وتصنعُ من بِتِلَّاتِ الفُؤادِ دَواءَنا المَسْحُورِ. ..
فَتَسْقِينا وتَشْفي كَلْمَنا
الغَائِرِ في مَدَى الأَرْواحِ...
وتَرْقِينا فَنَسْمُو فوقَ كونِنا المَنْظُورِ...
نخرجُ من دوائِرِهِ...
ونَرْبُو فوقَ رَابِيةَ الرُّبا...
وَرُبا شَعْبانُ تَصْحَبُنا...
تُغَرِّدُ ... تَبْكِي وتَضحكُ... تُبْكِينا
وتُضْحِكُنا...
ونحنُ نطوفُ في ملكوتِ كَوْنِنا
الفِعْلِيِّ. ..
بعيدًا عن سَفْسَطاتِ القومِ تَصْدَعُنَا
وتُلْهِينا...
بعيدًا عن سخافاتِ الرُّويبِضَةِ الذي
تكاثَرَ كالبُغاثِ بِأَرْضِنا ...
فعاثَ الفقرُ في الأرواحِ...
وصارَ القَزْمُ عملاقًا...
مَلَلْنَا... مَلَلْنا من دُموعٍ ذَرَفْناها
بِلا ثَمَنٍ...
مَلَلْنَا من اِبْتِساماتٍ نُوَزِعُها...
وهي غَاليةٌ...
على من يَلًوكَ لُحومِنا كَوِرْدِهِ
اليومِيِّ بِلا كَلَلٍ...
مَلَلْنَا من عُرُوبَتِنا وأَمْجادٍ زَعَمْنَاها....
وهي غائبةٌ في صفحةِ التَّاريخِ كالوثَنِ...
فهل نُؤمِنْ؟ ... فهل نؤمنُ بأنَّنا جِيلٌ
من الأَخطاءِ ... نَعْتَرِفُ.
ونَغْتَرِفُ من اِسْتِغفارِنا نَتْلُوهُ
ليلَ نَهارْ...
لَعلَّنا يومًا نَجِدُ السبيلَ لبابِ غُرْفَتِنَا
المحجوزةِ في أَعَالي جِنانِ رَحْمانِ السَّمواتِ...
فَتَصْحَبُنا رُبا شَعْبانُ تَسقِينا من
عُبابِ الحُبِّ، والرَّوْحُ والرَّيْحانُ يَلُفُنَا تحتَ ظِلِّ العَرْشِ نَبْتَسِمُ.
..
ونَبْتَهِلُ، وتَسْبَحُ أَرْواحُنا جَزِلَةْ...
وتَغْتَرِفُ؛ من رِضا الرَّحمنِ، تَرْتَشِفُ؛
مِن نُورِ الحبيبِ الأَعظمِ العُلْوِي، تَرْتَسِمُ؛ على الشِّفاهِ عَلاماتِ الفرحةِ
الكُبرَى؛ أنْ قَدْ وَصَلْنا... فَيَا طائِرِي المَكْسُورِ جَناحَهُ فَلْتستريحَ
الآن..
قَدْ آنَ لنا أن تُجْبَرَ كُلُّ أَجْنِحَةٍ
كَسَرْناها وكَسَرَتْنا ...
ولْنَتْلُوا حِكايَتَنا مِنْ هَا هُنا...
تحتَ ظِلِّ العرشِ مَوْطِنُنا...
ولَنْ نقبلْ بَدِيلًا عنهُ مَوْئِلُنا...
فيا شاعرًا تبكي على الأطلالِ ليستْ منازلَ العُشَّاقِ
في دارِ الفَنا وَطَنَا...
فَقُمْ وانْفُضْ غُبارَ سَرابِكَ المَصْنُوعِ
من عَدَمٍ ...
توضَّأ بِاسْمِكَ اللَّهُمَ ... واقرأْ
تبارَكَ الذي أَسْرَى...
واتْرُكْ المَخْدُوعَ والخُدَّاعَ يَلْهَوْنَ
بِلُعْبَتِهِمْ...
تعالً الآن واِسْبَحْ...
وقُلْ سُبْحانَ مَنْ سوَّاكَ مِنْ عَدَمٍ
وأَسْجَدَ لكَ المَلَكُ.. والمَلَكُوتَ سَخَّرَهُ.
فَيَا أنتَ..
هل تُدْرِكُ لِمَا أَنْتَ؟
وهذا سُؤَالُكَ المَفتُوحُ لا مِفْتاحُ
لا قُفْلُ..
فأنتَ القُفْلُ والمِفْتاحُ والمِزْلاجُ والبابُ
والبَوَّابُ والحَرَسُ ...
فانْظُرْ بِعَيْنِ القلبِ تَنْفُذْ...
انْفُذْ... انْفُذْ واُخْرُجْ مِنْ ثُقْبِكُ
الدُودِيِّ وانْفُذْ...
هَداكَ اللهُ، أَتْعَبْتَ الفُؤَادَ يا إِنسانَ
لا يَعْلَمْ...
فاعْلَمْ... اعْلَمْ... اعْلَمْ... هَدَاكَ اللهُ
وتَعَلَّم.
بقلم: صفاء الزفتاوي 19-11-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق