اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

الأربعاء، 4 يونيو 2014

هل الزرادشتية هي أصل الأديان السماوية؟؟؟


هل الزرادشتية هي أصل الأديان السماوية؟؟؟

 

    أيها الأخوة المؤمنون بالله إلهًا واحدًا، أيها المعلمون للتربية الإسلامية، ما رأيكم بهذا الطرح الذي تطرحه الجماعات الإلحادية واللادينية، التي تنكر الأديان وتدعي أنها اختراع بشري، وإن أقدم الديانات الأرضية هي الزرادشتية (المجوسية)، وأن كل الديانات من بعدها سواء أرضية أو سماوية قد تأثرت بها ؟

    عندما شاهدت الفيلم الذي عرضته إحدى تلك الجماعات اللادينية (للأسف العربية) - والتي انتشرت بشكل مخيف بين كافة فئات الشباب العربي المسلم وغير المسلم- والتي أرادت أن تثبت من خلاله وجهة نظرها بأن الأديان خرافة واختراع بشري، على هذا الرابط :


(والذي تم حذفه فيما بعد) 
    وجدتني أبتسم وأشعر بحالة إيمانية غريبة، وأردد لا إله إلا الله ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )- ] الأنفال : 30[  - صدق الله العظيم، والمكر هنا بمعنى التدبير والتفكير والتخطيط، وليس الخداع كما يظن البعض، سبحان من أجرى الحق على لسان من أراد أن ينكر الحق، ولكم أسعدني هذا الفيلم وزاد من إيماني بالله (سبحانه جل شأنه) وبديني (الإسلام) وبرسولي (صلوات الله وسلامه عليه) ، وبكتابي (القرآن الكريم) الذي هو كلمة الله ونور منه، وقد أخبرنا الله في كتابه قائلًا : (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ) - [ فاطر 24 ].

    وهذا الفيلم يدل على أن الدين قديم قدم الإنسانية مرتبط بوجودها على الأرض وبأي أمة قد تكون سبقت البشر على الأرض، وأن كل الديانات من الله واحدة عقيدتها واحدة (التوحيد) ووجود الرسل والأنبياء، الذين ينذرون الناس ويحذرونهم من الشر ويساعدونهم على اتقاء شرور الآخرين من أمم أرضية أو غير أرضية، وعلى أن الإله الواحد الأحد إله الخير والحب والجمال، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأن العبادات واحدة وأصلها واحد، الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها، وقد أخبرنا الله في كتابه العزيز أنه كتَبَ علينا الصيام كما كتبه على الذين من قبلنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) - [ البقرة 183 ].  فلا يعني وجود نفس العبادات الإسلامية أو ما يشابهها في الديانات السابقة سماوية كانت أو ما نسميها أرضية (انظر مقالي التالي: متى يحدث تحريف الدين) [1]؛ أن الديانة الإسلامية عبارة عن اقتباسات اقتبسها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) منها وألَّف دينه الجديد وخدع به البشرية، بل يعني وحدة المصدر الذي أتت من خلاله تلك الديانات.

** (ونلاحظ في الصورة المرفقة، وهي صورة زرادشت الأكثر شهرة، نجده دائمًا يرفع إصبعه مشيرًا إلى السماء، وهي علامة التوحيد للإله الواحد الحق ).
 

     كما أن الصابئة من أقدم الديانات التي تعتقد بأن الخالق واحد وقد جاء ذكر الصابئين في القرآن باعتبار أنهم أتباع دين كتابي. وقد اختلف الفقهاء حول مدى جواز أخذ الجزية منهم، إن كانوا أحدثوا في دينهم ما ليس منه. وقد أصبحت هذه الطائفة كأنها طائفة وثنية تشبه صابئة حران الذين وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية، وعموماً فالإسلام قد جب ما قبله ولم يعد لأي دين من الديانات السابقة مكان بعده، إلا لمن وحَّدَ الله على دين سابق ولم تصله دعوة الإسلام بعد. (انظر مقالي التالي : من هو المُكَلَّف؟ ) [2] .

    بالطبع تلك المعلومات التي أوردتها ليست جديدة أبدًا على الأخوة المؤمنين والمعلمين، ولكن أردت التنبيه على الطرق التي يستخدمها الملحدون في الترويج لأفكارهم والتي قد ينخدع بها بسطاء العقول وأبنائنا الشباب المتأثرين بالدراسة في المدارس الأجنبية والتي يدرسون فيها مواد مثل: (نظرية المعرفة ، Theory of knowledge  ، TOK )، والتي قد تشكك في الأديان جميعًا كمصدر من مصادر المعرفة في النظريات الغربية، كما أنهم يتأثرون بالأفكار الإلحادية واللادينية لمدرسيهم وزملائهم الغير مسلمين واللادينيين في المدارس، فيجب الانتباه لتلك المداخل الطرق التي يدخلون إلى عقولهم وقلوبهم ويأثرون في عقيدتهم من خلالها.

أقول قولي هذا والله أعلم،

(اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه)،

صفاء الزفتاوي ، 3-6-2014

 

 

 

   




[1] انظر مقالي التالي: متى يحدث تحريف الدين، http://ssmzz.blogspot.ae/2014/03/blog-post.html .
[2]  انظر مقالي التالي: من هو المُكَلَّف؟؟،  http://ssmzz.blogspot.ae/2014/02/blog-post_19.html .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Copyright Text

( اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه )