اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

الأحد، 17 أغسطس 2014

الثقب الأسود ... BLACK HOLE

الثقب الأسود ..... 

 
 


 
 
 
 
    تقول إحدى المُلحِدات على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ما يلي:
 
    " يمتلئ القرآن الكريم بالاخطاء المنطقية. وسأبدأ بنشر بعضها تباعا واعطيها رقم لسهولة العودة اليها. اول الاخطاء المنطقية هي:
  أن الله يحيي الموتى وهي رميم. ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ماقدموا وآثارهم ) يس، 12. وقال: ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم ) يس، 78. من ذلك فُهم ان الفرد يعود بجسده فيقف امام الله الاسلامي. بل ونراه يقول: ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ) (النساء، 56). 
 
    لامعقولية ذلك في استحالة خلق الفرد بذاته، من حيث أن ذلك سيعني إعادة استخدام الذرات نفسها التي تكوَّن منها كل فرد. ولكننا نعلم أن كل كائن يتفسخ وتصبح ذراته طعاما لكائن اخر الذي بدوره يتفسخ ويصبح طعاما لغيره، وهكذا ملايين المرات. بمعنى آخر أن كل ذرة معينة وبذاتها تكون جزء من جسم مئات الكائنات على التوالي، فكيف يتمكن الله من اعادة الكائنات كلها في وقت واحد وكل ذرة من أجسام أحدهم هي جزء من أجسام آخرين أيضا؟ إن استخدام ذرات جديدة لن ينتج عنها الفرد نفسه، وبالتالي يكون الأمر مجرد خديعة وسراب. الله لايستطيع إعادة الموتى بذاتهم، لكونها استحالة منطقية " .
 
    وأرد عليها منطقيًا وعلميًا كذلك بالأتي:

    في التعبير القرآني ، يقول الله سبحانه: ﴿ إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون  ‏[‏النحل‏:‏40‏]‏،  ويقول علماء الفيزياء وعلى رأسهم (استيفن هوبكنز) أن الكون وُجدَمن العدم.. التعبير القرآني يؤيد ذلك تمامًا.. حيث أن الأمر من الخالق للشيء الذي لم يكن له وجود سابق إطلاقًا أن يوجد من العدم التام هو ما تؤكده تلك الآيات.. فما التعارض بين قول الفيزيائيين وقول الحق (سبحانه) .. من يفهم الدين جيدًا، ويفهم العلم جيدًا ولديه حيادية علمية فسوف يجد أنه لا تعارض بين الدين ( كما جاء في القرآن) وبين العلم. كذلك التساؤل عن كيفية ‘عادة خلق الله سبحانه للإنسان مرةً أُخرى بعد أن يبلى ويتحول جسده لذرات تتداخل بعد ذلك في أجساد حيوانات ونباتات وصخور الأرض وترابها .. فهذا أيضًا ما يؤيده علم الجينات، وكيف أن يمكن إعادة توليد إنسان من خلية من جسد إنسان آخر (الاستنساخ) بحيث يصبح النسخة الجديدة متصفًا بكل الصفات الجينية للأصل، مع الفارق أن الروح لن تكون واحدة والتجارب الحياتية التي سيمر بها هذا النسخ لن تكون واحدة ولذلك قد تتطور شخصيته بشكل مختلف عن نسخته الأصلية.. أما إعادة الخلق من الله سبحانه فهي كاملة لا عيب فيها، ويؤيدها حديث عجب الذَّنّب.
 
   لقد خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، وجعل خلقه هذا آية دالة على عظيم قدرته وبديع صنعه، ولهذا نجد الأمر منه سبحانه وتعالى للإنسان بالنظر والتفكر في خلقه، يقول الله تعالى:﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ [الطارق: 5]؛ وكل هذا لكي يتعرف الإنسان على ربه تعالى ويشهد بأنه الإله الحق.
 

    "وقد جاءت نصوص من الكتاب والسنة لترشد الإنسان إلى بعض أسرار خلقه وتعينه على النظر والتفكر، ومن ذلك أحاديث (عجب الذنب) التي أخبر فيها النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم عن حقائق علمية بالغة الأهمية، وهي أن الإنسان يركب خلقه من عجب الذنب وذلك عند تكون الجنين، وأن هذا العظم لا يبلى، بل يركب الإنسان ويعاد خلقه منه يوم القيامة.

وفي هذا البحث سنتعرض لهذه الأحاديث بشيء من التوضيح، وبيان ما توصل إليه العلم الحديث في هذه المسألة، ومن ثم إظهار وجه الإعجاز فيها بمطابقتها للحقائق العلمية الحديثة.
 
    جاءت بعض الأحاديث مخبرة عن عجب الذنب، فمنها ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ»(1).

ومن ذلك أيضاً ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ فِي الْإِنْسَانِ عَظْمًا لَا تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ أَبَدًا فِيهِ يُرَكَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالُوا: أَيُّ عَظْمٍ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: عَجْبُ الذَّنَبِ»(2).
والعَجْبُ بالسكون: وهو العظمُ الذي في أَسفل الصُّلْب عند العَجُز(3).

يقول النووي: "قوله: (عجب الذنب) هو بفتح العين وإسكان الجيم أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب، وهو رأس العصعص، ويقال له: (عجم) بالميم، وهو أول ما يخلق من الآدمي، وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه"
(4).

ومن خلال الأحاديث السابقة نجد أنها أشارت إلى ثلاثة أمور:
1- أن الإنسان يبدأ خلقه في مرحلة التكوين من عجب الذنب.
2- أن عجب الذنب لا يبلى ولا تأكله الأرض.
3- منه يعاد خلق الإنسان يوم القيامة.
عجب الذنب (الشريط الأولي) في ضوء علم الأجنة:
أوضح علم الأجنة الحديث أن عجب الذنب هو الشريط الأولي Primitive Streak حيث إن هذا الشريط الأولي هو الذي يتكون إثر ظهوره الجنين بكافة طبقاته وخاصة الجهاز العصبي، ثم يندثر هذا الشريط ولا يبقى منه إلا أثر فيما يسمى عظم العصعصي (عجب الذنب) (5).



عجب الذنب لا يبلى:

لقد اكتشف العلماء أن الذي يقوم بالتخليق والتنظيم لجميع خلايا الجنين هو الشريط الأولي، وأول من اكتشف ذلك من العلماء هو العالم الألماني الشهير (هانسن سبيمان) حيث قام بدراسات وتجارب على الشريط الأولي والعقدة الأولية وأكتشف أن الخيط الأولي والعقدة الأولية هما اللذان ينظمان خلق الجنين وأطلق عليهما اسم(المنظم الأولي أو المخلق الأولي ¬(Primary Organizer وقام بقطع الشريط الأولي وزرعه في جنين آخر في المراحل الجنينية المبكرة في الأسبوع الثالث والرابع فأدى ذلك إلى نمو جنين ثانوي من هذه القطعة المزروعة في الجنين المضيف؛ حيث تقوم هذه القطعة المزروعة بالتأثير على البيئة التي حولها والمكونة من خلايا الجنين المضيف، بحيث تؤثر عليها وتنظمها ويتخلق منها جنين ثانوي مغروساً في جسد الجنين المضيف.

ثم قام هذا العالم الألماني (سبيمان) عام 1931م بسحق المنظم الأولي وزرعه مرة أخرى فلم يؤثر السحق حيث نما مرة أخرى وكون محوراً جنينياً ثانوياً رغم سحقه ولم تتأثر خلاياه.
وفي عام 1933م قام هذا العالم وعلماء آخرون بغلي المنظم الأولي وزراعته بعد غليه فشاهدوا أنه يؤدي إلى نمو محور جنين ثانوي بعد غليه ولم تتأثر خلاياه بالغليان، ولقد نال العالم الألماني (سبيمان) جائزة نوبل عام 1935م على اكتشافه للمنظم الأولي(6).
 
    وأجريت تجارب أخرى في نفس المجال وتوصلت إلى نفس النتيجة، ومن ذلك ما أثبته مجموعة من علماء الصين في عدد من التجارب المختبرية استحالة إفناء عجب الذنب كيميائياً بالإذابة في أقوى الأحماض، أو فيزيائياً بالحرق، أو بالسحق، أو بالتعريض للأشعة المختلفة(7)، ولقد قام الدكتور عثمان جيلان بالتعاون مع الشيخ عبد المجيد الزنداني في رمضان 1424هـ في منزل الشيح عبد المجيد الزنداني في صنعاء بتجربة على العصعص حيث قاموا وتحت تصوير تلفزيوني بأخذ أحد فقرتين لخمس عصاعص للأغنام وقاموا بإحراقها بمسدس غاز فوق أحجار ولمدة عشرة دقائق حتى احمرت وتأكدوا من إحراقها التام بحيث أصبحت حمراء، وبعد ذلك أصبحت سوداء متفحمة فوضعوا القطع في علب معقمة وأعطوها لأحد أشهر المختبرات في صنعاء (مختبر العولقي).
وقام الدكتور صالح العولقي أستاذ علم الأنسجة والأمراض في جامعة صنعاء بفحصها نسيجياً وكانت النتيجة مبهرة حيث وجد خلايا عظمة العصعص لم تتأثر ولازالت حية وكأنها لم تحرق، أما الذي احترق فهو العضلات والأنسجة الدهنية وخلايا نخاع العظم المصنعة للدم، أما خلايا عظمة العصعص فلم تتأثر(8).
فكل هذه التجارب تؤكد أن عجب الذنب لا يبلى، بل يظل محتفظاً بخصائصه وقدرته على التخليق حتى في أصعب الظروف.
فيه يركب الخلق يوم القيامة:
المسألة الثالثة التي أخبرت بها الأحاديث هي أن الإنسان يركب خلقه يوم القيامة من عجب الذنب، ومما يصلح أن يستدل به على هذه المسألة هو أن عجب الذنب بعد أن يتراجع ويستقر في العصعص فإنه إذا حدث له مؤثر ونما مرة أخرى فإنه ينمو نمواً يشبه نمو الجنين حيث يبدأ في تكوين الطبقات الأولية الثلاث(الإكتودرم والميزودرم والإندودرم) تماماً مثل نمو الجنين، وينمو على صورة ورم مسخي، يشبه الجنين المشوه بحيث تبرز بعض الأعضاء كالقدم واليد-بأصابع وأظافر- والأعضاء الباقية تكون داخل الورمة، وعند فتح الورم بعد استئصاله فإن الجراح يجد باقي الأعضاء كالأسنان والأمعاء والعظام والشعر والغدد. ووجود هذه الخلايا في منطقة العصعص لكي تحفظ البداية البشرية، ويمكن الاستدلال بهذا على أن الإنسان يركب من عجب الذنب يوم القيامة فمنطقة عجب الذنب تحتوى على خلايا الشريط الأولي وهي ذات مقدرة شاملة كلية بحيث لو نمت خلية فإنها تنمو نمواً بحيث تكون جنيناً(9)".

http://www.youtube.com/watch?v=kAaMYujPVr8

    ونعود مرةً أُخرى إلى أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الكون من العدم، ثم خلق كل ما في هذا الكون من مادته، وبدأ خلق الإنسان من طين (آدم الأول) ، وجعل ذريته تتوالد من الخلية الأولية أو الشريط الوراثي الأولي (عجب الذّنب)، وأن هذا الشريط الوراثي لا يبلى، ولذلك عندما يعيد الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان سيعيده من خلال هذا الشريط الوراثي، فيكون هو ذاته بكل خبراته وتجاربه وذكرياته، والفرق بينه وبين الاستنساخ، أن الكائن أوالإنسان المستنسخ يحمل نفس الجينات الوراثية من النسخة الأولية، ولكنه لا يحمل نفس الروح ولا نفس النفس - وهناك فرق بينهما نتناوله في مقال آخر بإذن الله - ، وكذلك سيحمل هذا الإنسان المُعاد خلقه يوم القيامة بالإضافة لصفاته البيولوجية والنفسية صفات المواد الجديدة التي سيعاد تخليقه من خلالها، فتصبح صفاته الجسدية قادرة على الخلود ولا تفني بالمرض ولا الموت، لأن تلك الحياة الآخرة حياة الخلود.
 
     وهذا والله أعلى وأعلم ،
    
                                                 (صفاء الزفتاوي- 18/ 8/ 2014).
 
 


 
______________________________________________________________________
  المراجع:
   


(1) صحيح مسلم 14/ 201، برقم 5254.
(2) صحيح مسلم 14/ 202، برقم 5255.
(3) لسان العرب 1/ 580.
(4) شرح النووي على صحيح مسلم 9/ 343.
(5) انظر الأبحاث التالية:
-  الإعجاز الطبي في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أحاديث عجب الذنب للدكتور محمد علي البار،  موقع:
 www.nooran.org
-  الإعجاز الطبي في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أحاديث عجب الذنب للدكتور محمد علي البار،  موقع:
- الإعجاز الطبي في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أحاديث عجب الذنب للدكتور محمد علي البار، موقع: www.nooran.org
(6) عجب الذنب أصل الإنسان الذي لا يبلى للدكتور عثمان جيلان نقلاً عن موقع: www.55a.net
(7) الجسد يبلى ما عدا عجب الذنب للدكتور زغلول النجار، نقلاً عن موقع: www.elnaggarzr.com
(8) عجب الذنب أصل الإنسان الذي لا يبلى للدكتور عثمان جيلان، نقلاً عن موقع: www.55a.net
(9) عجب الذنب أصل الإنسان الذي لا يبلى للدكتور عثمان جيلان نقلاً عن موقع: www.55a.net
(10): منقول عن : الإعجاز العلمي في أحاديث عجب الذنب، إعداد: عادل الصعيدي، نقلًا عن موقع: 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Copyright Text

( اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه )