اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

الاثنين، 29 ديسمبر 2014

"أثر أفلام الأطفال الأجنبية (الكرتون/ الرسوم المتحركة) على عقيدة وقيم الطفل المسلم في ضوء الأهداف التربوية للقصة في القرآن"- ملخص رسالة الماجستير


بسم الله الرحمن الرحيم
***
(( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ))
 يوسف (3)

***

ملخص بحث الماجستير

والذي قدمته لمعهد (دراسات العالم الإسلامي)
بجامعة زايد (بالإمارات) بتاريخ 14-9-2014
للحصول على درجة الماجستير في:
(الدراسات الإسلامية المعاصرة)
تحت إشراف الأستاذ الدكتور:
(على الكنيسي)
وقد حصلت على الماجستير بدرجة (امتياز) بفضل الله
***
عنوان البحث



"أثر أفلام الأطفال الأجنبية (الكرتون/ الرسوم المتحركة) على عقيدة وقيم الطفل المسلم في ضوء الأهداف التربوية للقصة في القرآن"

***


الإهداء
إلى مُعَلِّمِي النَّاسِ الخَيْرَ
***
إلى كُلِّ أمٍّ وأَبٍ
إلى زوجي وأبنائي وبناتي
إلى أســاتـذتــي الـذِّيـن عـلَّمــونــي
إلى أستاذي الذي أشرف على هذا البحث
إلى كُــلِّ طَـــامِـــحٍ لِبـِـنــــاءِ جــِيــــــل المُـسْــتَـقْـبــــــــَل
علىَ قَاعِدَةٍ أصلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها في السماءِ
أُقدـَّمُ هـذا البحــثَ التربــويّ الإسـلامــيّ
آمِلَةً مِنَ اللهِ أن يجعلُهُ عِلْمًا نافِعًا
يُــنـــْتَــفَــــعُ بِـــهِ
***
ملخص البحث باللغة العربية
     الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد، فإن من أعظم ما افترضه الله علينا تجاه نعمة الذرية أن نقوم على أمر تربيتهم وتعاهدهم بما يصلح لهم أمور دنياهم وآخرتهم، ولذا فإننا حينما نتحدث عن تربية الأبناء، فإنما نتحدث عن أمانة عظيمة ومسئولية جسيمة.
    وإن من الأهمية بمكان مراعاة تغير الزمان؛ والانفجار المعلوماتي؛ والتقنية الحديثة، فما كان ينفع من وسائل التربية في السابق قد لا ينفع في هذا الزمان، فيجب أن يكون المربي على درايةٍ بما يدور حوله مما يؤثر على التربية، فالعالم أصبح كقريةٍ واحدةٍ، أو ما يُطْلَقُ عليه العَوْلَمَة.
    ولا شك أننا في عالمنا الحديث نعيش صراعًا قِيَمِيًّا حقيقيًا بين قِيَمِ العالم الجديد (العولمة) وبين القِيم الخاصة للعديد من الثقافات والشعوب. ولاشك في أن وسائل الاعلام – أحد روافد تلك العولمة وأهمها تأثيرًا- لها بالغ الأثر في تكوين شخصية الطفل، والتأثيرعليه سلبًا أو إيجابًا، وقد استحوذت أفلام الكرتون على شاشات التلفزيون العربي سواء الفضائية منها أو الأرضية، وإن الطفل الذي يتراوح عمره بين خمس وست سنوات يقضي أربع ساعات يوميًا أمام التلفزيون، ونظرًا لقلة الإنتاج العربي لأفلام الكرتون فإن محطات التلفزة العربية تلجأ إلى استيراد تلك الأفلام من دول أجنبية، وتكمن المشكلة في أن هذه الشركات كلها شركات لا تعتد بالقيم والمفاهيم الإسلامية، وقد أكدت الدراسات مدى عمق تأثير الافلام الكرتونية في حياة الطفولة سواء من الناحية الايجابية أو من الناحية السلبية، ومن هذا المنطلق تبرز مشكلة الدراسة  وهي مدى تأثير بعض أفلام الأطفال الأجنبية ( الكرتون)، على تصورات وخيالات الطفل المسلم نحو أسس العقيدة والقيم الأخلاقية الإسلامية.
    لتلك الأسباب وغيرها، قامت الباحثة باختيار موضوع البحث وعنوانه كالتالي:
"أثر أفلام الأطفال الأجنبية (الكرتون/ الرسوم المتحركة) على عقيدة وقيم الطفل المسلم في ضوء الأهداف التربوية للقصة في القرآن".
    ويهدف البحث الحالي إلى التركيز على ما تحتويه أفلام الكرتون أو الرسوم المتحركة من قيم ومفاهيم سواء كانت هذه القيم معلنة أو خفية، وسوف تركز الدراسة على أسس العقيدة والقيم الإسلامية لدى الطفل المسلم، وكيف تؤثر تلك الأفلام على تلك الأسس، مقارنة بالأهداف التربوية للقصة في القرآن الكريم، الذي هو المحك والمعيار والدستور والميزان الذي يجب أن نقيس عليه ونقارن به وبأهدافه وقواعده وأسسه كل أمر دنيوي يَشْكُل علينا.
    وقد اعتمدت الباحثة في دراستها هذه على: المنهج الوصفي متمثلًا في أسلوبي المسح والتحليل، وذلك من خلال الخطوات التالية:
1- رصد بعض الكتابات والدراسات التي تناولت مفاهيم البحث وتحليلها.
2- توضيح الآثار السلبية والإيجابية لأفلام الأطفال الأجنبية (الكرتون) على عقيدة وقيم الطفل المسلم.
3- منهج تحليل المحتوى وذلك للوقوف على دلالات القصة  القرآنية ومرئياتها.
4- كما استخدمت الباحثة المنهج الاستدلالي وذلك لاستنباط الأهداف التربوية من نصوص القصص القرآني .
5- توضيح الدور الذي يمكن أن تسهم به الثقافة الإسلامية للطفل في مواجهة آثار العولمة ومنها ( الأفلام الأجنبية الدخيلة على الثقافة الإسلامية)، والكشف عن المعوقات التي تحول دون أداء هذا الدور.
6- استخدام أسلوب المقابلة الشخصية لعينة عشوائية من الأطفال في إحدى مدارس أبوظبي.
7- وضع مجموعة من المقترحات والإجراءات التي تسهم في التغلب على معوقات تكوين الثقافة الإسلامية للطفل، وتعمل على زيادة فاعلية دورها في مواجهة الآثارالسلبية للأفلام الأجنبية وكيفية إيجاد بدائل لتلك الأفلام، أو الحد من آثارها على قيم وعقيدة الطفل المسلم.
    وقد تمت صياغة البحث في أربعة فصول، كالتالي:
1- الفصل الأول: أسس عقيدة وقيم الطفل المسلم.
2- الفصل الثاني: الأهداف التربوية للقصة في القرآن.
3- الفصل الثالث: أثر أفلام الأطفال الأجنبية (الكرتون) على عقيدة وقيم الطفل المسلم.
4- الفصل الرابع: الخاتمة- (النتائج والتوصيات). 
    وقد أثبتت الدراسات والملاحظات التي اعتمدت عليها الباحثة إلى أن قلة الإنتاج المحلي في إنتاج الرسوم المتحركة، يفتح الباب على الاستيراد من الآخر المختلف عنَّا لُغةً وثقافةً، الأمر الذي يُؤثر سلبًا على الأطفال، لكونها لا تعكس الواقع ولا القِيم الإسلامية، على اعتبار أن تلك البرامج تأتي حاملةً لقيم البلاد التي أنتجتها وتعكس ثقافتها، ولذا يجب العمل على إيجاد البديل الإيجابيِّ المُبهرِ القويِّ الذي يُنافس تلك الأفلام العالمية، ويحمل القيم الإسلامية الحقيقية، وفي ضوء الأهداف التربوية لقصص القرآن، ليس للعالم الإسلامي فقط، ولكن للعالم أجمع، وتكون مترجمةً للغات العالمية الأكثر انتشارًا، لتحمل الوجه الحقيقي للإسلام لكبار وأطفال العالم، مما يبني جسورًا من التفاهم والاحترام الإنساني العالمي تجاه المفاهيم الإسلامية التي يُراد عن عمدٍ تشويهها لأغراضٍ سياسية ودينية وطائفية مختلفة. ولبناءِ جيلٍ قويِّ الإيمان، ثابتَ العزيمةِ، لديه رؤية حضارية كونية قرآنية، يستطيع من خلالها إعمار الأرض، بل الكون من حوله، ليستحق خلافة الله في هذه الأرض، وحمل رسالته إلى العالمين.
****

"يجب أنْ نُحرِّر عُقُولَ أبنائِنا ونُطلقُ أجنحَتَها في عَالمِ الخَيالِ والإِبْداعِ، ولكنْ بِجُذُورٍ ثابِتـَةٍ في عُمــقِ الدِّينِ والثَّقافَةِ والحَضارَةِ الإِسْلامِيَّةِ العَرِيقَةِ؛ بِمَفْهُومٍ عَصْرِيٍّ، وعُيونٍ مُفَتَّحةٍ على كُلِّ جديــدٍ وجميــلٍ وإِنْسانِيٍّ، لِيَحْيَوْا في زَمانِهِمُ، بِعُقُولٍ يَمْلَؤُها التَّساؤُل والشَّغَف، وقلوبٍ يَمْلَؤُهَا الإِيمان والثِّقة، وسلوك يجمع ما بينَ القِيَمِ والأَخْلَاقِ وبراءَةِ الطُّفولَةِ وعُنفُوانِها".
***
"وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
***
                                       صفاء الزفتاوي 14\09\2014

                                        



الاثنين، 22 ديسمبر 2014

مِكَرٍ مِفَرٍ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا .. تحليل وتصوير رائع للقصيدة.. وملاحظة خطيرة !!

مِكَرٍ مِفَرٍ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا .. تحليل وتصوير رائع للقصيدة.. وملاحظة خطيرة !!


السلام عليكم أخوة العرب،

بادئ ذي بدء:

وصلني هذا الفيديو الرائع الذي يشرح الإبداع اللغوي والأدبي والعلمي في قصيدة امرؤ القيس الشهيرة (التي يصف فيه الحصان- مكر مفر مقبل مدبر معًا.....) ، من إحدى زميلات العمل الفضليات، وأدعوكم لمشاهدة الفيديو قبل استكمال قراءة رسالتي، لكي لا تتأثروا بانطباعي عنه ونقدي له،... شاهدوا الفيديو الآن، إنه رائعٌ حقًا!

شاهدوه على الرابط ولا أنصحكم بقراءة التعليقات أسفل الرابط على الأنترنت لأنها أحيانًا تكون سخيفة واستفذاذية.

شاهدوا الفيديو أولًا.

http://www.youtube.com/watch?v=RHZGJlIsRiY

 

....

....

....

أعجبني هذا الفيديو والتحليل الرائع لقصيدة العبقري العربي امرؤ القيس!

وقد لاحظت ملاحظة خطيرة في هذا العرض! 

فامرؤ القيس وغيره من عباقرة العرب اللذين كانوا يعيشون في الصحراء وجهًا لوجه مع الحصان والجمل وغيرها من مكونات بيئتهم الطبيعية، ويعايشون هذه المخلوقات الجميلة في الحِلِّ والترحال، في الحرب واللعب والمسابقات، وهم يعرفون كل التفاصيل الدقيقة عنها وعن حركاتها وتصرفاتها دون الحاجة إلى كاميرا أو غيرها من الوسائل الحديثة، فقد كانوا ذوي ذهن صافٍ وذاكرة حادة وملاحظة قوية ودقيقة لكل تفاصيل الحياة التي يعيشونها، وسجلوا ذلك في كل قصائدهم المشهورة.

تابعتُ العرض بشغفٍ وإعجابٍ حتى الدقيقة 2:40 تقريبًا......................  ثم ............. وجدت تلك الجملة تظهر ( شغل عقلك )  في ماذا أشغل عقلي؟!!!!

فانتظرت لأرى ...................... ثم ظهرت الجملة الثانية في الدقيقة 2:49  ( ولا تدع أحد يخدعك ) ، يخدعني حول ماذا؟!!!! إنه تحليل جميل لقصيدة جميلة وحسب!

فانتظرت لأعرف هدف المؤلف أو المُعد للعرض......................... فظهرت الجملة التالية ( افتح عقلك وابحث عن الحقيقة )، أيُّ حقيقةٍ يقصد؟!!!!!

زاد تعجُّبي ... فتابعت لأعرف ما الهدف؟! ................ فوجدت العرض قد انتهى ويقدم المعد الشكر دون أن يوضح هدفه من تلك الجمل الثلاث قائلًا: ( شكرًا للمتابعة )، العفو يا سيدي ولكنك أثرت فضولي وتركت لي سؤالًا مفتوحًا دون إجابة.

في ماذا أشغل عقلي؟ ومن الذي يريد أن يخدعني حول قصيدة امرؤ القيس؟ وعن أي حقيقة أبحث؟!!!!!!!!!

ثم .............. ظهرت الإجابة:

التوقيع الخاص بمعد العرض؟ّ!!!!

( ملحدهم  )

نعم هذه هي الإجابة، التوقيع!!!!

(شبكة الملحدين العرب على الإنترنت)، ومحاولاتها المستميتة لنشر الإلحاد، وقد نجحت بالفعل مع الكثير من شبابنا الذين يلحدون علنًا أحيانًا، وسرًا غالبًا، بالطبع خوفًا من المجتمع والقانون.

هذا الملحد الذي يعرض لنا عظمة الإبداع الأدبي والإعجاز العلمي في قصيدة امرؤ القيس، الذي عاش ومات قبل الإسلام – ونحن هنا لا نناقش إذا كان امرؤ القيس عبقريًا أو لا، بالطبع هو كذلك، وغيره الكثير من الشعراء العرب قبل وبعد الإسلام- ويترك لك هذه الجمل الثلاث التي تثيرك لتفكر، وتدفعك للتساؤل؟

هذه العبقرية اللغوية، والملاحظة الدقيقة، والذاكرة الفولاذية، والذهن الصافي، والروحانية الصوفية، وبعد الأفق واتساعه وامتداده، كل تلك الصفات تألقت وتبدَّت في أروع صورها اللغوية والعبقرية والفنية والشعرية والعلمية عند محمد بن عبد الله، هذا العربي العبقري الفذ المخطط السياسي والاستراتيجي ، هذا العبقري العربي أبدع وألَّف أعظم الكتب ( القرآن )، وخدع العالم وأخبرهم أنه من عند الله، وبهذه العبقرية السياسية خدع البسطاء والعبيد وأوهمهم أن هناك جنة سوف يجدون فيها كل ما حُرِمُوا منه في الدنيا، واستطاع كذلك خداع عظماء العرب وسادتها ودُهاتها بحلاوة وعبقرية إبداعه اللغوي الغير مسبوق في القرآن ( ولكنه مسبوق بآلاف القصائد المُعجزة لغويًا وعلميًا مثل قصيدة امرؤ القيس وغيره من فلاسفة وشعراء العرب)، فالقرآن ليس بِدْعًا من القول أو جديدًا ولكنه ذروة هذا الإبداع وهذه الفلسفة العربية والتي اتحدت مع العبقرية السياسية والكاريزما القيادية التي تميز بها محمد- ( صلى الله عليه وسلم)- فاستطاع خداع كل هؤلاء الناس البسطاء والعظماء وقادهم كالقطيع ِليُكَوِّنَ بهم امبراطوريته الخاصة، ويصبح من أعظم القادة التاريخيين.

هذا هو تحليلي للجمل الثلاث والتوقيع في آخر العرض، فكلنا قد بهرنا التحليل الرائع للقصيدة وتفاعلنا معه دون الانتباه لما بين السطور، فهل من باحث آخر عن الحقيقة يستطيع البحث والتحليل والمشاركة في هذا الموضوع.

ألا هل بلَّغت اللهم فاشهد!

                                                               صفاء الزفتاوي 21\02\2013

كما هو واضح من التاريخ السابق أنني كتبت هذا التعليق على الفيديو منذ فترة (2013).. وخلال هذه الفترة القصيرة زمنيًا، أصبح مناقشة الإلحاد علنيًا أمرًا عاديًا بعدما كان محظورًا، وأصبح الشباب الملحدون ينشرون بأسمائهم العلنية آراءهم ويعلنون إلحادهم رسميًا في صفحاتهم على الإنترنت وشاشات التليفزيون وصفحات المجلات والجرائد من باب حرية الرأي والعقيدة..

المشكلة لم تعد في المجاهرة بالمعصية والمجاهرة بالإلحاد علنًا، ولكن المشكلةفي أن الذين يتصدرون لمناقشة الملحدين يزيدون الطين بلة، ولا يجيدون فن الرد والمجادلة وتفنيد شبهات الملحدين بشكل علمي وعقلاني وتاريخي ونفسي وديني وقرآني.. فيفاجؤهم الملحدون بشبهات لا يستطيعون الرد عليها .. ويحدث ذلك علنًا على شاشات التليفزيون والمنتديات الخاصة على الإنترنت مما يزيد الشباب المؤمن تشكيكًا وميلًا لتصديقهم.. والمطلوب أن تخصص الجامعات التي تدرس العلوم الشرعية كالأزهر والكليات المتخصصة فيعلوم الدين والشريعة في الجامعات المختلفة جزءًا من مجهودها العلمي في رسائل الماجستير والدكتوراه للرد على شبهات الملحدين والنصارى وغيرهم تجاه الإسلام، وبأسلوب علمي دقيق ، لمعرفة مواطن الداء والدواء، ولا يتصدى للرد إلا الدارسون لهذا الجانب دراسة واعية متقنة، وهذا باب من أعظم أبواب الجهاد.. ولنا في الله سبحانه وتعالى الأسوة وفي رسوله الكريم، حيث جادل الله سبحانه الملحدين والمتشككين والكفار والمنافقين وأهل الكتاب في القرآن الكريم، فالقرآن كتاب حوار مفتوح ، ولا يجب إغلاقه أبدًا..بل يجب إعادة دراسته وتدبره بشكل متجدد كلا تجدد الفكر البشري وتطورت طرق ومناهج البحث في العلوم الإنسانية ، فلنا فيه المعين الذي لا ينضب، وكذلك في السنة الصحيحة المتوافقة مع القرآن الكريم، ونستعين على ذلك بكافة العلوم الحديثة من علم نفس وعلم اجتماع وغيرها من العلوم المساعدة والتيتساعد في فهم الظاهرة وأسباب نشأتها وانتشارها وتفشيها وكيفية مواجهتها. والله ولي التوفيق.

                                                          صفاء الزفتاوي   22\12\2014


الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

في فقه الإصلاح الإسلامي


في فقه الإصلاح الإسلامي

مقدمة:


    إن ظاهرة الاستعمار الأوربي لأجزاء العالم الإسلامي الإفريقية، وظاهرة المقاومة الشعبية المناهضة لها، والفشل الذريع الذي مُنيت به الحركات العسكرية الإصلاحية في ظل مجتمع يعج بالجهل والتخلف الحضاري والعلمي والبعد عن أصول الدين الحنيف وانتشار البدع والخرافات الدخيلة على الدين وما تبعها من صدمة حضارية وافتتان بالغرب المستعمر وحضارته التكنولوجية المتطورة، كل ذلك قد لفت الانتباه إلى أن إعادة بناء المجتمع المسلم المعاصر تقتضي إعادة النظر في جهازه المفاهيمي الذي هو نسيج مختلط من القرآن والتراث والفكر المعاصر. وأن إعادة تفكيك وتركيب هذا الجهاز المفاهيمي الذي أصابه العطب يقع على عاتق الثلة المفكرة أو المصلحون الاجتماعيون والدينيون والسياسيون. وفي إطار ما سبق نستعرض الموضوع في خمسة محاور فيما يلي.


(1)- الانحطاط الداخلي وبوادر النهضة:


    نستعرض هنا حركتين من حركات المقاومة المسلحة الفاشلة، وهما: حركة الأمير عبد القادر في الجزائر 1830م، وحركة عرابي باشا في مصر 1882م، وأوضحت الدراسة أن فشل تلك الحركات وغيرها كان بسبب أن المجتمعات التي نشأت فيها لم تكن مؤهلة فكريًا ودينيًا وثقافيًا لمساندة تلك الحركات، كما أن تلك الحركات قد تعجَّلت في اتخاذ قرار المقاومة المسلحة دون أن تكون مستعدة له في مواجهة القوة الأوربية المدعومة بالعدد والعتاد والتكنولوجيا. ولذلك ظهرت في أعقاب تلك الحركات العسكرية الفاشلة حركات إصلاحية دينية اجتماعية حاولت تجنب المواجهة المسلحة واتخذت من الرجوع إلى القرآن وإعادة تفسيره ومن المُثُل الإسلامية وسيلة للنهضة الإنسانية والعلمية، وحاولت بناء الإنسان ومحاربة التخلف والانحطاط العلمي والديني. إن التفاوت الكبير بين الحضارة الأوربية المتطورة في ذلك الوقت والانحطاط الشديد لدى المجتمعات الإسلامية أحدث صدمة وهزة نفسية لدي العلماء والمثقفين قبل العامة، بالإضافة لفشل حركات المقاومة المسلحة والإحباط الناتج عن ذلك أوجد حاجة ماسة لظهور حركات التجديد والإصلاح الفكري والذي استعرضت الدراسة منها اثنتان فقط: جمعية العروة الوثقى في مصر وحركة ابن باديس الإصلاحية في الجزائر.


(2)- جمعية العروة الوثقى بمصر:


   أسسها جمال الدين الأفغاني وتلميذه محمد عبده ودعمها بعدهما محمد رشيد رضا، وبالرغم من أن الأفغاني لم يشتهر كمفسر للقرآن إلا أن آراءه أثرت في تفسير محمد عبده ومحمد رشيد رضا والذي ظهرفي (تفسير المنار) الذي بدأه محمد عبده وأتمَّه تلميذه محمد رشيد رضا بعد وفاته. ويتلخص المنهج الفكري للأفغاني فيما يلي: 

  1- إن منظومة المفاهيم القرآنية هي التي تقود الناس إلى النهضة الحضارية على أن تتوافر لديهم النية في التغيير للأفضل.

  2- إن العقيدة الدينية ينبغي أن تكون مبنية على البراهين القويمة والأدلة الصحيحة.  

 3- إعادة ربط علوم الوحي بعلوم الطبيعة.  

 4- التركيز على مفهوم الأمة وتقليص دور زعماء الطرق المزيفون ورجال المؤسسة الدينية المتبطلون. 

 5- الاعتزاز بالتراث العلمي للأمة الإسلامية. 

 6- رفض نقل التكنولوجيا الأوربية نقلًا آليًا.


    وفي ضوء تلك المفاهيم كان محمد عبده يلقي دروسه في التفسير، ومع ذلك فقد اختلف مع الأفغاني في رفض نقل العلم والتكنولوجيا الأوربية، فقد كان يشجع الانفتاح على المناهج العلمية الأوربية ونواتجها الحضارية مما حدى بسيد قطب – صاحب المدرسة الراديكالية في الفكر الإسلامي الحديث – باتهامه بالتأثر بمناهج الفكر الغربية، حيث كان ينادي سيد قطب إلى الاستقلال والاستغناء بالمنهج الإسلامي الخالص. ونجد كذلك أن جماعة الإخوان المسلمين - والتي أصبحت أكبر حركة تنظيمية دينية سياسية في العالم الإسلامي- قد سارت على ضوء الرؤية التي وضعها الأفغاني ومحمد عبده فيما يتعلق بمكانة القرآن في عملية التغيير والنهضة ولكنها اتخذت اتجاه ( التنظيم الحركي).


(3)- الجزائر والتخلف الداخلي:


    إن الانحطاط الحضاري الذي حكاه الجبرتي إبان الهجمة الفرنسية على مصر لم يكن قاصرًا عليها وإنما كان يمتد ليشمل العالم العربي الإسلامي، والجزائر كانت مثالًا على ذلك، فسهل ذلك الانحطاط الهجمة الفرنسية على مصر1798م، والجزائر1830م. ولقد حاول الأمير عبد القادر الجزائري استنفار المجتمع لمساعدته في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي ولكن واجهته عقبات كثيرة أدت إلى فشل حملته العسكرية، من أهمها:

 1- الطابور الخامس: الذي ينتمي ظاهريًا للمسلمين ولكنه يساعد المستعمر بالإمدادات والمعلومات.

 2- القاعدين عن الجهاد.

 3- مشكلة توفير الميزانية اللازمة لأعباء الجهاد. 

     إن حركة المقاومة تحتاج إلى مجتمع المقاومة وإلى ثقافة المقاومة وهذا ما لم يجده الأمير عبد القادر ففشلت حركته.


(4)- التفسير والتنظيم أساس النهضة:


    وُلد عبد الحميد بن باديس عام 1889م في قسطنطينية بعد وفاة الأمير عبد القادر بست سنوات، في أسرة اشتهرت بالعلم والثراء، حفظ القرآن صغيرًا وتلقى العلم على يد الشيخ الونيسي الذي تبرَّم بالاحتلال الفرنسي فهاجر للمدينة المنورة رافضًا العودة للوطن ودعا ابن باديس لهجر الوطن ولكنه رفض وعاد لبلده مجاهدًا في ميدان العلم والتعليم. وقد كان يرى أن التصدي للغارة الاستعمارية له شروط نفسية مجتمعة، إذا لم تتوفر فإن عملية المقاومة ستبوء بالفشل. واتخذ ابن باديس من العلم وتربية الرجال القرآنيين منهجًا لإعداد المجتمع القرآني الذي سيقود الأمة للتقدم والحضارة ومواجهة الاستعمار. ويتلخص منهجه في أن نهضة المسلمين تقتضي أن تكون لهم قوة، وهذه القوة لن تكون إلا في وجود تنظيم يقوم بعملية الإنشاء المُتروي للقادة والمفكرين الذين سيقودون المجتمع للتطور والكفاح، وأن هذا الإعداد التربوي القرآني لن يحدث إلا بإعادة اكتشاف الرؤية القرآنية وإعادة تركيب المجتمع. فكان ابن باديس رجل تفكير وتنظيم، فِكر وعمل، وكان ذلك مصدر قوته الحقيقية. وقد انتقد ابن باديس وكذلك محمد عبد ومن قبلهما ابن خلدون ومن قبله الإمام مالك بن أنس الثورة العشواء والحركات العشوائية التي يريد أصحابها إقامة الحق دون معرفة أسباب إقامته، ويرفضون الخروج على الحاكم الظالم الذي يترتب عليه فساد أكبر من فساد الحكام الظالمين أنفسهم.


(5)- تفسير ابن باديس: نماذج وتعليق.  


    كان تفسير ابن باديس الذي نشره في مجلة الشهاب تحت عنوان ( مجالس التذكير) لأكثر من عشر سنوات يحمل الطابع الصحفي التعليمي العملي، فقد كان يحلل الآية ويُفرع لها عناوين تصل إلى خمسة عشر عنوانًا، محولًا إياها إلى برنامج عمل مستخدمًا في ذلك كل معارفه اللغوية والشرعية ومعارفه في علم النفس والاجتماع والسياسة، وكان يرى أن الغرب قد فُتِنَ بالمسلمين وسلوكياتهم السيئة فنفر من الإسلام، كما فُتِنَ المسلمون بالتقدم الغربي فاتبعوه في كل شيئ حسنُهُ وسَيِّئَهُ. ونلاحظ:

 1- أن الهيمنة الاستعمارية والحضارية الأوربية على العالم الإسلامي كانت تضغط على تفكير ابن باديس وتستحثه على إعادة قراءة القرآن للتعرف على كيفية يتم من خلالها الخروج من الفتنة المجتمعية.

 2- خروجه على المهنية في التفسير ودعوته إلى تجاوز الأساليب المدرسية الشكلية والنفاذ للعمق القرآني.

 3- اهتمامه بعلم السُنن الكونية وتأكيده على أهمية الأخذ بالأسباب الطبيعية لتحقيق النتائج، ولكنه أغفل أن هذه الأسباب والنتائج ما لم تكن مرتبطة بالنظرة الإيمانية فإنها ستكون قاصرة وتؤدي إلى الدخول في سباق لا ينتهي نحو هدف غير معلوم، يؤدي إلى العبث المفضي إلى الشقاء والدمار.

 4- يكرر ابن باديس في تفسيره دائمًا أن تقدم أوربا لم يكن بسبب تخليها عن الدين ولكنه لم يمنعه، كما أن تأخر المسلمين لم يكن بسبب تمسكهم بالدين ولكنه أيضًا لم يمنع التخلف، فالفيصل عنده في التقدم أو التخلف هو الأخذ بالأسباب الكونية الطبيعية للتقدم في الدنيا. ولكننا نرى أن الدين قد عصم المسلمين من الانحطاط الأخلاقي ففي أسوأ حالات انحطاط المسلمين لم تبلغ فيهم الوحشية وسفك الدماء والتهتك والانهيار الخلقي الذي نراه يهدد الحضارة الأوربية.


خاتمة:

    لقد راينا أن الحركات المسلحة التي لم تكن مدعومة بمجتمع المقاومة وثقافة المقاومة قد فشلت، كما أن الحركات الإصلاحية التي اتخذت من إعادة قراءة وتفسير القرآن وتفكيك وتركيب الجهاز المفاهيمي للمجتمع قد أثرت في المجتمع ولكنها كذلك لم تؤتي ثمارها المرجوة حتى الآن، فما زالت المجتمعات الإسلامية تعج بالمشكلات والتفكك، وأن تلك الحركات الإصلاحية المعرفية يجب أن تدرج في سياق القوة، فالقوة بدون فكر وتنظيم لا تنجح، والفكر والتنظيم بدون قوة تدعمه لا ينجح كذلك، مثلما حدث للأفغاني. وإن منهجية الأفغاني أو محمد عبده أو ابن باديس يمكن أن تصل إلى غايتها إذا تفطنت إلى كيفية التعامل مع منهجية الإمبريالية الأوربية التي تستند بدورها على منهجية تسعى لتجزئة ديارالإسلام وتفتيت المسلمين، وقطع الطريق بينهم وبين القرآن والتكنولوجيا.


                                                 صفاء الزفتاوي

                                                9-12- 2014

الخميس، 6 نوفمبر 2014

كيف تحكم على الإنسان؟ لماذا أستمع لعدنان إبراهيم؟

كيف تحكم على الإنسان؟

 لماذا أستمع لعدنان إبراهيم؟



*** سألني بعض الأخوة الأفاضل، لماذا أنتِ مهتمة بالاستماع لعدنان إبراهيم؟؟؟
*** وهذا ردي:
     " رجل يقول الحق، بأسلوب بليغ، ولديه وجهة نظر واجتهاد مقبول، وليت كل علمائنا مثله، يربط بين العلم والدين والفلسفة، يجتهد، قد يصيب وقد يخطئ.. فليس بمعصوم.. ولكنه يحاول أن يتدبر آيات الله في القرآن وفي الكون، وفي التاريخ الإسلامي والإنساني بشكل عام. وهذا هو المطلوب. فليس المطلوب رجال دين يحفظون ويرددون بدون فهم أو إسقاط لقضايا التفسير والفقه على الواقع.
    وبالطبع هناك من يهاجمه، وهذا عادي ومألوف في كل زمان ومكان.

   الشيء الوحيد المحفوظ هو القرآن، أما كل ما عداه فقد لعبت فيه أيادي البشر وعقولهم، فكل ما عدا القرآن اجتهادات.. نأخذ منها ما يوافق القرآن والعقل والواقع والعلم والمصلحة العامة للمسلمين. ونرفض منها ما يتناقض مع أي شيء من ذلك.

   وبالنسبة لهذا العالَم الذي نعيش فيه لا تعطي الثقة الكاملة لأي عالم دين أو مذهب.. فالكل له وجهات نظر تتعصب للمذهب، وليس للإنسان، والدين جاء لسعادة الإنسان وإرشاده وليس لنصرة مذهب على مذهب.
ولكن استمع للجميع، واحكم بعقلك، واختر لنفسك ولا تجعل أحد يختار لك، فقد يكون الإخلاص موجودًا، ولكن التعصب أعمى.. يطمس الكثير من الحقائق.

    ولمن يخافون من الفلسفة واستخدام عقولهم والتفكر والتدبر ، أقول لهم إنَّ الله سبحانه وتعالى قد خلق آدم ليبحث ويتفلسف، ويفكر ويتدبر ويعمر الأرض ويتعلم، ويدور في فلك الله ويُسَبِّح.

    لا أشكك في أحد، ولكن لا أثق في أحد ثقة مطلقة، فلا يوجد أنبياء الآن على الأرض. ولكن ما يعصمك من الزلل، أن تستعين بالله وتتمسك بالقرآن، وتتدبر وتفكر وتختار، وإن اخطأت فقد اجتهدت فأخطأت فلك أجر.

   وبالطبع فعليك أيها الإنسان، الذي أنت خليفة أبيك آدم في الرض، وخليفة الله في الأرض، ومعجزة الله الكُبرى في الكون، أن تقرأ وتدقق، وتسمع له جيدًا، ولغيره، وتقارن، ثم تحكم وتختار. وأنصحك ألا تختار مذهبًا، ولكن اختر منهجًا في التفكير. فالمذاهب اختراع بشري كذلك، وكل مذهب يحمل سلبيات وإيجابيات.. ولكن المنهج، يجعلك تختار من كل ما تقرأه وتتابعه ما يوافق المنهج.

    والمتعلمون، وخاصة من تخصصاتهم علمية يفهمون جيدًا معنى المنهج العلمي في التفكير.. فالدين فيه ثوابت. وفيه فروع ومتشابهات وأمور كثيرة لا يجب التضييق فيها، لأن الإسلام الدين الخاتم الذي يناسب كل زمان ومكان كما نقول.. والمذاهب لا تناسب كل زمان ومكان. ولكن تناسب البيئة الزمانية والمكانية التي نشأت فيها وتأثرت بها فقط. مع الاحترام لكل العلماء الذين اجتهدوا وقدموا علمًا يناسب أزمانهم.

    والله سبحانه وتعالى من صفاته "الحي"، والقرآن كلام الله الحي، وليس الجامد أو الميت، ولذلك فالقرآن ليس كالكتب السابقة التي كانت تُرسل لأقوام محددين في أزمنة وأمكنة محددة... ولكنه متفاعل وحي مع كل الأحداث الجديدة ويخاطب البشر على قدر عقولهم بتطوراتهم المختلفة.

    فالقرآن فعلًا بلسان عربي مبين، يفهمه الصحابة في زمن النبي بطريقتهم، ويفهمه اللاحقون بطريقة أكثر تطورًا، ونفهمه نحن ونربطه بمستحدثات العلم. فكلما تطور العلم ونضج العقل البشري تطور فهمه للقرآن، وسيظل هكذا كالشجرة اليانعة تؤتي ثمارها كل حين بإذن ربها، لا ينقطع خيرها ولا بركتها. ولكن أن نحوله إلى مادة حفظ وترتيل وترديد ليل نهار دون تدبر لآياته، وهو الأمر الذي أمرنا الله به، تدبره وإسقاطه على واقعنا في كل زمان ومكان.. فبذلك قد حولناه إلى كتاب ميت، كتاب تاريخ، يحكي قصص الأولين، ولا يخاطب الحاضرين واللاحقين.

    وقد كان أستاذي الأول الشعراوي رحمه الله، ثم مصطفى محمود الذي حببنا في العلم وربطه بالدين، وجعلنا نفهم أن الدين حياة، وليس صومعة راهب ، وأن الدين روح من الله، وليس جسدًا ميتًا.

    وعدنان إبراهيم يتبع خطاهما ولكن بشكل أكثر تطورًا لاتساع ثقافته الفلسفية، وتعمقه الديني، وكذلك خلفيته العلمية، واختلاطه بالغرب... ففي السفر سبع فوائد... ومنها التعرف على أفكار وثقافات وعلوم الشعوب الأخرى التي تثري معرفتك، وتجعل أفقك ممتدًا دون نهاية، وسقف أحلامك غير موجود أصلًا ... فالسماء ليست لها نهاية معلومة... ويجب أن يكون سقف أحلام المؤمن ... تحت عرش الرحمن.... فهل تعرف له مساحة أو عرض أو ارتفاع؟؟؟

     وأنا لا أستمع لعدنان إبراهيم فقط، ولكن للجميع.... من كل الطوائف والمذاهب، وذلك لأن هذا مجال علمي وعملي، ولكي أكون باحثة محايدة يجب على القراءة والاستماع للجميع، ثم النقد العلمي على أساس الأدلة المنطقية المنهجية وليس التأثر العاطفي أو التعصب المذهبي. وما خطأ إبليس الذي دمر حياته، إلا التعصب والكبرياء لنفسه ولرأيه دون تواضع واحترام للحق عندما يظهر.

    اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه".

*****
صفاء الزفتاوي: 6-11-2014

****

كيف تحكم على الناس؟؟ عدنان ابراهيم.

https://www.youtube.com/watch?v=F_Zd4nYsx8E 


هل خرجت من صندوقك ؟؟ عدنان ابراهيم

https://www.youtube.com/watch?v=MofB_DRBFP8 





الاثنين، 3 نوفمبر 2014

نظرية المعرفة والعلوم الإسلامية (2)

نظرية المعرفة والعلوم الإسلامية (2)
Theory of Knowledge and Islamic Sciences

(الغافلون)
***
إن القول الشائع : (القانون لا يحمي المغفلين) صحيح، وكذلك قوانين الله في الكون والطبيعة (لا تحمي الغافلين). 


  ***

    اللهم ارزق أمتك نعمة استخدام العقل الذي أصابه الصدأ والعته من طول ركنه وعدم استخدامه.
    إن القول الشائع : (القانون لا يحمي المغفلين) صحيح، وكذلك قوانين الله في الكون والطبيعة (لا تحمي الغافلين). 
    كم سألنا الله ولكنه لم يستجب لنا؟؟ كم دعونا ودعونا ودعا إمام الحرمين وأمَّن الحجاج، وكل أئمة الأرض في مساجدهم كم دعوا وأمَّن الطيبون خلفهم.. لماذا لم يستجب لنا الله؟؟ هل مرَّ هذا السؤال بخاطرنا يومًا وأبكانا وأيأسنا؟؟ أين أنت يا الله؟؟؟
وإجابتي التي اكتشفتها مؤخرًا بعد طول عناء وسؤال لنفسي ولغيري وصرخت بأعلى صوتي : وجدتها .. وجدتها .. وبقدر ما قتلتني .. بقدر ما أعادت لي ثقتي بربي وإيماني به....
    الله لا يفعل لنا .. ولا بالنيابة عنَّا .. ولا يفكر لنا ويدبر لنا وينصرنا على أعدائنا مهما رفعنا الأكف للسماء ضارعين، ومهما ابتهلنا وذرفنا الدمع والدماء متوسلين خانعين... القانون لا يحمي المغفلين... والله لا يحمي الغافلين. فعندما نعود لإنسانيتنا التي أرادنا الله لها وخلقنا لأجلها، ونستخدم عقولنا التي ميزنا بها، ونفكر ونتدبر ونخطط، ونُعمل كل إمكانياتنا الممنوحة إلينا من الخالق،ثم نطلب التوفيق من الله، وقتها نجد المدد والعون منه، ومن كل دابة في الأرض والسماء، وقتها نستطيع تسخير الكون كله للدفاع عن قضية الحق. وكل قضايا الحق. لا ترفع يدك للسماء إلا من بعد أن تبذل كل وسعك إلى آآآآآآآآخر مداه. وقتها فقط يُستجابُ لك.
    سألني أحد طلابي اليوم (من الصف السادس)، ولد صغير فلسطيني متحمس، وناقم على اليهود والإسرائيليين، قائلًا: لماذا لا ينصرنا الله على الإسرائيليين.. فقلت له: الله لا ينصر الأغبياء، فقال لي (معتقدًا أنني أسب الإسرائيليين) ولكنه نصرهم علينا.. فقلت له: نحن الأغبياء وليسوا هم.. فلماذا ينصرنا.
    نحن من ندمر أنفسنا ونتواكل على الله، نحن من نبيع أراضينا، وينتشر الجهل والفقر وسوء الإدارة والفساد الأخلاقي والاقتصادي بكل مكان في بلادنا، فكيف ننتصر وبماذا، لقد هزمنا أنفسنا.. فلماذا ينصرنا الله .
تدبروا آيات الله التالية ، واستنتجوا لماذا حق القول على هؤلاءالقوم: (استحقوا العقاب)؟
يقول الله تعالى في سورة يس:       
                                    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
( يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ(6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ(10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ(11) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)).
                                        صدق الله العظيم.
    لماذا حق عليهم القول؟ ولماذا لم يؤمنوا؟ ولماذا جعل الله في أعناقهم أغلالًا في الدنيا (مصائب ومشاكل وكوارث... إلخ)، وفي الآخرة (ستكون أغلالًا حقيقية)؟ لماذا وضع الله السدود من بين أيديهم ومن خلفهم، فأغشاهم فلم يعودوا يبصرون الحق ، ولا يستطيعون فهم الرسالة، مهما بذل الرسول من الجهد لإنذارهم، (لأنهم كانوا غافلين) مستمرئين الضلال والجهل والغباء .. فاستحقوا أن يظلوا فيه وأن يزيده الله عليهم فيعمي أبصارهم أكثر من عماها الموجود ..
    وبالمقابل ، من يستحق الإنذار ويستجيب له؟

( إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ)



    الذين يتبعون القرآن (الذكر) ويخشون الله، ويتدبرون وينفذون أوامر الله التي أمرهم بها في القرآن، ويفهمون رسالته الحقيقية، هؤلاء فقط من يستحقون الإنذار ويستجيبون له وينتصرون به.
                                                صفاء الزفتاوي 17-11-2014
http://www.shomosnews.com/-theory-of-knowledge-and-islamic-sciences.html

السبت، 1 نوفمبر 2014

نظرية المعرفة والعلوم الإسلامية (1)

نظرية المعرفة والعلوم الإسلامية (1)

Theory of Knowledge and Islamic Sciences



 ** How do you know that your knowledge is true ?
** Theory of knowledge ( TOK) ..
** نظرية المعرفة وفلسفة العلوم الإسلامية ومصادر التشريع الإسلامي..
**الدين والتاريخ والوحي .
** العلوم الإسلامية بين الوهم والحقيقة.. ( العلم الزائف ) .
هل السنة وحي ؟ وما المقصود بالسنة ؟ وما حجية السنة ووضعها بالنسبة للقرآن؟
كيف تتحقق من صدق الدليل .. وصلاحيته للاستدلال به ؟
من هم القرآنيون الجُدُد؟ هل هم طائفة واحدة أم عدة طوائف واتجاهات ومذاهب مختلفة؟
من هم العقلانيون؟
هل أن تنسب إلى القرآن وأن تعمل عقلك وتتدبر وتجتهد كما أمرك الله سبة واتهام ؟ أم أنه اجتهاد ؟ وما ضوابط وحدود الاجتهاد وشروطه؟
كيف يمكن تحريف وتزييف القرآن ؟ ( يحرفون الكلم عن بعض مواضعه) ... اقتطاع الآيات من سياقها والاستشهاد بها في غير مقصودها .. تحريف.
** العلوم الإسلامية بين الوهم والحقيقة... العلم الحقيقي والعلم الزائف.
****
    موضوعات متعددة تستحق البحث والدراسة لكي نتأكد من صدق معارفنا وعقائدنا التي نبني عليها حياتنا الدنيا والآخرة.

    هل وقعنا نحن المسلمون الآن فيما وقع فيه أهل الكتاب من قبلنا .. من تحريف لأوامر الله .. وإضافة آرائنا وتوجهاتنا الشخصية وعاداتنا وتقاليدنا المرتبطة بالبيئة والظروف الاجتماعية والسياسية وغيرها للدين واعتبارها جزء منه .... هل أصاب ديننا التحريف في بعض جوانبه .. ولماذا أصبحنا غثاء كغثاء السيل تتكالب علينا الأمم ؟ ولماذا أصبح بأسنا بيننا شديد .. ( تحسبهم جميعا وقلوبهم  شتى) ؟

    هل ما ينزل بالعالم الإسلامي من فتن وأهوال علامات رضى الله علينا أم سخطه علينا ؟ وما السبب؟ وما العلاج ؟

    المعرفة أقوى سلاح .. ولذلك يتم تجهيل شعوب بأكملها .. ومنهجية التجهيل والحرب القائمة ضد الإسلام قائمة منذ قرون.. ليست منذ 30 سنة كما يظن البعض في مصر وبعض البلاد العربية، ولكنها منذ أن ظهر الإسلام وهاجر الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة، ومن وقتها واليهود يكيدون له ولأمته.. وبدأوا ببث سموم الفساد فكل الأوساط العلمية والثقافية والسياسية و(ألبسوها) زي الدين... وإلى الآن ما زالت الخطة قيد التنفيذ... الموضوع أقدم مما يتصور الكثيرون... بل هو على البُعد الأقصى .. يبدأ يوم أن أمر الله( سبحانه وتعالى) الملائكة بالسجود لآدم، فاحترق (عزازيا) حقدًا وغلًا، وشاطَ، وأصبح (شيطانًا) ... ومازالت المؤامرة قائمة.

    لقد تحدى الله ملائكته عندما اعترضوا على خلق آدم - عليه السلام- وعلى الهدف من خلقه (الخلافة في الأرض). فقد كان الهدف خلافته لله في الأرض وإعمارها وليس تدميرها، وليس العبادة والصلاة ليل نهار، ولكانت الملائكة أمهر منه في ذلك، ولكنه خُلِق للأرض، وأعطاه الله سبحانه وتعالى المقومات والإمكانات اللازمة لأداء مهمته الأرضية والتي لم تفهم الملائكة- رغم شفافيتهم ونورانيتهم الحكمة من ذلك. ثم علمه الله الأسماء كلها، أسماء الأشياء أو أسس العلوم الكونية على اختلاف أقوال المفسرين، ثم أقام الله بينه وبين الملائكة مسابقة في العلم والمعرفة، وليس في العبادة ، ففاز فيها آدم، لأنه خُلق لذلك، للعلم والمعرفة وإعمار الكون، والعبادة أحد تلك الأدوات التي زوده الله بها والتي تعينه على مهمته، فبالعبادة يستطيع أن يتقوى على كل المصاعب وتتطهر نفسه ويتذكر الله دائما فيتذكر سبب وجوده ويجتهد في تنفيذ مهمته، فالعبادات والأخلاقيات وسائل لرياضة النفس وتهذيبها وشد عزيمتها، وليس لتسخيرها للعبادة فقط، أو إذلالها، أو تخويفها.

    إن العلم والمعرفة ، هما مهمة آدم في الأرض، وهما أول ما أمره الله به، فإذا أردنا تغيير وجه الحقيقة، فلنوهم الإنسان بأنه خُلِق للعبادة بمعناها الضيق فقط ، الصلاة والصيام والحج، و... إلخ. تلك عبادات تخص الإنسان وحده، كأنها فيتامينات الإيمان التي يتناولها فتقويه لأداء مهمته الأصلية في الكون.

   والإنسان أقوى من الملائكة وأقوى من الشياطين، لو فهم حقيقة نفسه، ووعاها جيدًا.. فلقد سجدت له الملائكة، وذلَّت له الشياطين، وهو القادر (بإذن الله وعونه) بإيمانه وذكائه على الانتصار على الشر ومواصلة طريق الإعمار والعلم والمعرفة والخير ، ولكن إذا فهم حقيقة رسالته في الكون، ولم ينخدع بخدع الشيطان ويسير وراءه وعلى خطواته مغمض العينين، وبالفعل فالشيطان دائمًا ما يزين كل شيء قبيح بغلاف خادع مزخرف. (زُخْرُف القول). فقد يغلفه بالدين، فيضل الإنسان وهو يظن أنه يحسن عملًا.

    ولقد عَمِد المغرضون عبر قرون إلى سد منافذ النور الذي أرسله الله إلينا عبر رسوله الكريم (محمد صلى الله عليه وسلم) وهو (القرآن)، بكثرة التفاسير والتأويلات والأحاديث الموضوعة والمدسوسة والمكذوبة وغيرها، حتى بعض الأحاديث التي نظن أنها صحيحة قد نجدها تتعارض مع بعض صريح القرآن، وبالتالي فأصلها مشكوك فيه، حتى لو اجتمع أهل الأرض جميعًا على تصحيحها، فقد كان هناك من المتخصصين في تأليف الأسانيد الصحيحة لمتون غير صحيحة، ولكلام غير صحيح ليوهموا حتى علماء الأحاديث بأن السند صحيح إذن فالمتن ( نص الحديث) صحيح.

    ولكن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز: " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " (8) سورة الصف.

    أما العلم والمعرفة الحقيقيين فطريقهما صعب جدًا وليس سهلًا، والباحث المتجرد من الأهواء ومن الثوابت التي فرضت عليه سابقًا على أنها الحقائق الوحيدة يشترط له شرطين مهمين للبحث العلمي وللوصول إلى الحق، وهذين الشرطين شرحهما بالتفصيل (ابن قيم الجوزية في كتابه الفوائد ، والذي يعتبر بصيص نور في غياهب الظلام التي أحاطت بالمسلمين في عصره، مع أنه هو وأستاذه ابن تيمية حاولا الإصلاح، ووصفا بعض العلاجات والأدوية لبعض الجروح، ولكنهما لم يتمكنا من الوصول إلى أصل المرض العضال والجرح العميق القاتل في جسد الأمة) وهذين الشرطين للباحث المتجرد الباحث عن الحقيقة هما :

(1)- الإستعانة باالله سبحانه  وتعالى، والتوكل عليه، والثقة به. 
(2)- التجرد من الطمع والفزع، ويستعين على التجرد من الفزع والطمع، بالشرط الأول وهو : التوحيد لله والتوكل عليه والثقة به. وليعلم أنه لا يأتي بالحسنات إلا هو ، ولا يأتي بالسيئات إلا هو، وأن الأمر كله لله، وليس لأحد مع الله شيء. 

    لقد كان أول أمر للإنسان المسلم في كتاب ربه العزيز، وفي رسالته للعالمين : (اقرأ)، فلم يأمره بالصلاة ولا الصيام ولا حتى التوحيد ونبذ الشرك والخرافات، بل أمره بالقراءة، لأن القراءة هي مفتاح العلم والمعرفة، فلو قرأ الإنسان (باسم ربه) ، مستعينًا بربه ومتوكلًا عليه، ومتجردًا من أهوائه وأطماعه في المنصب والجاه والمال، والذي يسعى إليه معظم من يقرأون، أي أنهم يتعلمون ويدرسون ويحصلون على أعلى الشهادات لينالوا بها الوظائف والمناصب، لا لينالوا بها شرف المعرفة والعلم، وكذلك يتجرد من الفزع، أي من الخوف على فقد حياته أو ماله أو منصبه أو جاهه الذي اكتسبه في الحياة الدنيا إذا قرأ وعرف الحق وصدع به... فالقراءة أول أمر في كتاب الله، وهو أمر صادر من المولى عز وجل لبني الإنسان ليكملوا مهمة أبيهم آدم على الأرض، العلم والمعرفة ومحاربة الجهل والخرافات والأساطير. وللعلم أدواته المنطقية والتجريبية وغيرها. فلا علم بلا أدوات وبلا دليل.

    ولقد اكتشفت مؤخرًا أن معظم الناس ، حتى المتعلمين والمثقفين منهم لا يقرأون .. لماذا؟؟؟ بسبب (الخوف).. نعم (الخوف). فبالإضافة إلى عوامل مشتتة كثيرة تبعد الإنسان عن القراءة والاطلاع والبحث الدقيق من أجل الفهم والتعلم والمعرفة لحقائق الدين والوجود، فإن الخوف من المعرفة كان أهم تلك العوامل. الخوف من اكتشاف الحقيقة التي قد تكون بخلاف ما عاش الإنسان حياته معتقدًا إياها. الخوف من اكتشاف أننا كنَّا مخطئين.. وأن آبائنا وأجدادنا كانوا مخطئين... وأن بعض سلفنا الصالح كانوا مخطئين... (سواء بحسن أو سوء نية على جميع الأصعدة)... فالأخطاء كثيرة ومتراكمة.. وإذا اكتشف الإنسان تلك الأخطاء فسوف تتغير وجهة نظره للأمور وللحياة كلها.. وسوف يتغير الإنسان.. وهذا التغير قد يجر عليه ويلات اجتماعية واقتصادية وسياسية كبيرة.. فقد يضطر للهجرة (من مكة إلى المدينة) مجددًا.. ولذلك، فإن الغالبية العظمى من الناس الذين يخشون على ما اكتسبوه من مكاسب دنيوية لا يقرأون إلا ما يعزز تلك المكاسب فقط.. فهذه القراءة المتأنية والتدبر لآيات الله القرآنية والكونية تجعلهم يتغيرون فتتغير أقدارهم، ويُمتحنون في صدق إيمانهم، ويُبتلون بابتلاءات قد تُعكِّرَ عليهم صفوَ حياتهم الهادئة الهانئة المُترفة.

    ولذلك فهم يخافون من المعرفة.. ويخافون مما قد يترتب عليها.. فالمعرفة أقوى سلاح.. ولذلك يتم تجهيل شعوب بأكملها لتجريدها من أهم سلاح في الوجود.. ( المعرفة- Knowledge ) ...

    ونعود للسؤال الأول: كيف تعرف أن المعرفة التي لديك حقيقية وليست مزيفة؟
How do you know that your knowledge is true?  
****
صفاء الزفتاوي ، السبت 1 نوفمبر 2014




****
* تم نشر المقالة أيضًا على موقع شموس نيوز على الرابط التالي: هنا










Copyright Text

( اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه )