اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

الاثنين، 22 ديسمبر 2014

مِكَرٍ مِفَرٍ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا .. تحليل وتصوير رائع للقصيدة.. وملاحظة خطيرة !!

مِكَرٍ مِفَرٍ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا .. تحليل وتصوير رائع للقصيدة.. وملاحظة خطيرة !!


السلام عليكم أخوة العرب،

بادئ ذي بدء:

وصلني هذا الفيديو الرائع الذي يشرح الإبداع اللغوي والأدبي والعلمي في قصيدة امرؤ القيس الشهيرة (التي يصف فيه الحصان- مكر مفر مقبل مدبر معًا.....) ، من إحدى زميلات العمل الفضليات، وأدعوكم لمشاهدة الفيديو قبل استكمال قراءة رسالتي، لكي لا تتأثروا بانطباعي عنه ونقدي له،... شاهدوا الفيديو الآن، إنه رائعٌ حقًا!

شاهدوه على الرابط ولا أنصحكم بقراءة التعليقات أسفل الرابط على الأنترنت لأنها أحيانًا تكون سخيفة واستفذاذية.

شاهدوا الفيديو أولًا.

http://www.youtube.com/watch?v=RHZGJlIsRiY

 

....

....

....

أعجبني هذا الفيديو والتحليل الرائع لقصيدة العبقري العربي امرؤ القيس!

وقد لاحظت ملاحظة خطيرة في هذا العرض! 

فامرؤ القيس وغيره من عباقرة العرب اللذين كانوا يعيشون في الصحراء وجهًا لوجه مع الحصان والجمل وغيرها من مكونات بيئتهم الطبيعية، ويعايشون هذه المخلوقات الجميلة في الحِلِّ والترحال، في الحرب واللعب والمسابقات، وهم يعرفون كل التفاصيل الدقيقة عنها وعن حركاتها وتصرفاتها دون الحاجة إلى كاميرا أو غيرها من الوسائل الحديثة، فقد كانوا ذوي ذهن صافٍ وذاكرة حادة وملاحظة قوية ودقيقة لكل تفاصيل الحياة التي يعيشونها، وسجلوا ذلك في كل قصائدهم المشهورة.

تابعتُ العرض بشغفٍ وإعجابٍ حتى الدقيقة 2:40 تقريبًا......................  ثم ............. وجدت تلك الجملة تظهر ( شغل عقلك )  في ماذا أشغل عقلي؟!!!!

فانتظرت لأرى ...................... ثم ظهرت الجملة الثانية في الدقيقة 2:49  ( ولا تدع أحد يخدعك ) ، يخدعني حول ماذا؟!!!! إنه تحليل جميل لقصيدة جميلة وحسب!

فانتظرت لأعرف هدف المؤلف أو المُعد للعرض......................... فظهرت الجملة التالية ( افتح عقلك وابحث عن الحقيقة )، أيُّ حقيقةٍ يقصد؟!!!!!

زاد تعجُّبي ... فتابعت لأعرف ما الهدف؟! ................ فوجدت العرض قد انتهى ويقدم المعد الشكر دون أن يوضح هدفه من تلك الجمل الثلاث قائلًا: ( شكرًا للمتابعة )، العفو يا سيدي ولكنك أثرت فضولي وتركت لي سؤالًا مفتوحًا دون إجابة.

في ماذا أشغل عقلي؟ ومن الذي يريد أن يخدعني حول قصيدة امرؤ القيس؟ وعن أي حقيقة أبحث؟!!!!!!!!!

ثم .............. ظهرت الإجابة:

التوقيع الخاص بمعد العرض؟ّ!!!!

( ملحدهم  )

نعم هذه هي الإجابة، التوقيع!!!!

(شبكة الملحدين العرب على الإنترنت)، ومحاولاتها المستميتة لنشر الإلحاد، وقد نجحت بالفعل مع الكثير من شبابنا الذين يلحدون علنًا أحيانًا، وسرًا غالبًا، بالطبع خوفًا من المجتمع والقانون.

هذا الملحد الذي يعرض لنا عظمة الإبداع الأدبي والإعجاز العلمي في قصيدة امرؤ القيس، الذي عاش ومات قبل الإسلام – ونحن هنا لا نناقش إذا كان امرؤ القيس عبقريًا أو لا، بالطبع هو كذلك، وغيره الكثير من الشعراء العرب قبل وبعد الإسلام- ويترك لك هذه الجمل الثلاث التي تثيرك لتفكر، وتدفعك للتساؤل؟

هذه العبقرية اللغوية، والملاحظة الدقيقة، والذاكرة الفولاذية، والذهن الصافي، والروحانية الصوفية، وبعد الأفق واتساعه وامتداده، كل تلك الصفات تألقت وتبدَّت في أروع صورها اللغوية والعبقرية والفنية والشعرية والعلمية عند محمد بن عبد الله، هذا العربي العبقري الفذ المخطط السياسي والاستراتيجي ، هذا العبقري العربي أبدع وألَّف أعظم الكتب ( القرآن )، وخدع العالم وأخبرهم أنه من عند الله، وبهذه العبقرية السياسية خدع البسطاء والعبيد وأوهمهم أن هناك جنة سوف يجدون فيها كل ما حُرِمُوا منه في الدنيا، واستطاع كذلك خداع عظماء العرب وسادتها ودُهاتها بحلاوة وعبقرية إبداعه اللغوي الغير مسبوق في القرآن ( ولكنه مسبوق بآلاف القصائد المُعجزة لغويًا وعلميًا مثل قصيدة امرؤ القيس وغيره من فلاسفة وشعراء العرب)، فالقرآن ليس بِدْعًا من القول أو جديدًا ولكنه ذروة هذا الإبداع وهذه الفلسفة العربية والتي اتحدت مع العبقرية السياسية والكاريزما القيادية التي تميز بها محمد- ( صلى الله عليه وسلم)- فاستطاع خداع كل هؤلاء الناس البسطاء والعظماء وقادهم كالقطيع ِليُكَوِّنَ بهم امبراطوريته الخاصة، ويصبح من أعظم القادة التاريخيين.

هذا هو تحليلي للجمل الثلاث والتوقيع في آخر العرض، فكلنا قد بهرنا التحليل الرائع للقصيدة وتفاعلنا معه دون الانتباه لما بين السطور، فهل من باحث آخر عن الحقيقة يستطيع البحث والتحليل والمشاركة في هذا الموضوع.

ألا هل بلَّغت اللهم فاشهد!

                                                               صفاء الزفتاوي 21\02\2013

كما هو واضح من التاريخ السابق أنني كتبت هذا التعليق على الفيديو منذ فترة (2013).. وخلال هذه الفترة القصيرة زمنيًا، أصبح مناقشة الإلحاد علنيًا أمرًا عاديًا بعدما كان محظورًا، وأصبح الشباب الملحدون ينشرون بأسمائهم العلنية آراءهم ويعلنون إلحادهم رسميًا في صفحاتهم على الإنترنت وشاشات التليفزيون وصفحات المجلات والجرائد من باب حرية الرأي والعقيدة..

المشكلة لم تعد في المجاهرة بالمعصية والمجاهرة بالإلحاد علنًا، ولكن المشكلةفي أن الذين يتصدرون لمناقشة الملحدين يزيدون الطين بلة، ولا يجيدون فن الرد والمجادلة وتفنيد شبهات الملحدين بشكل علمي وعقلاني وتاريخي ونفسي وديني وقرآني.. فيفاجؤهم الملحدون بشبهات لا يستطيعون الرد عليها .. ويحدث ذلك علنًا على شاشات التليفزيون والمنتديات الخاصة على الإنترنت مما يزيد الشباب المؤمن تشكيكًا وميلًا لتصديقهم.. والمطلوب أن تخصص الجامعات التي تدرس العلوم الشرعية كالأزهر والكليات المتخصصة فيعلوم الدين والشريعة في الجامعات المختلفة جزءًا من مجهودها العلمي في رسائل الماجستير والدكتوراه للرد على شبهات الملحدين والنصارى وغيرهم تجاه الإسلام، وبأسلوب علمي دقيق ، لمعرفة مواطن الداء والدواء، ولا يتصدى للرد إلا الدارسون لهذا الجانب دراسة واعية متقنة، وهذا باب من أعظم أبواب الجهاد.. ولنا في الله سبحانه وتعالى الأسوة وفي رسوله الكريم، حيث جادل الله سبحانه الملحدين والمتشككين والكفار والمنافقين وأهل الكتاب في القرآن الكريم، فالقرآن كتاب حوار مفتوح ، ولا يجب إغلاقه أبدًا..بل يجب إعادة دراسته وتدبره بشكل متجدد كلا تجدد الفكر البشري وتطورت طرق ومناهج البحث في العلوم الإنسانية ، فلنا فيه المعين الذي لا ينضب، وكذلك في السنة الصحيحة المتوافقة مع القرآن الكريم، ونستعين على ذلك بكافة العلوم الحديثة من علم نفس وعلم اجتماع وغيرها من العلوم المساعدة والتيتساعد في فهم الظاهرة وأسباب نشأتها وانتشارها وتفشيها وكيفية مواجهتها. والله ولي التوفيق.

                                                          صفاء الزفتاوي   22\12\2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Copyright Text

( اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه )