اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

الاثنين، 3 نوفمبر 2014

نظرية المعرفة والعلوم الإسلامية (2)

نظرية المعرفة والعلوم الإسلامية (2)
Theory of Knowledge and Islamic Sciences

(الغافلون)
***
إن القول الشائع : (القانون لا يحمي المغفلين) صحيح، وكذلك قوانين الله في الكون والطبيعة (لا تحمي الغافلين). 


  ***

    اللهم ارزق أمتك نعمة استخدام العقل الذي أصابه الصدأ والعته من طول ركنه وعدم استخدامه.
    إن القول الشائع : (القانون لا يحمي المغفلين) صحيح، وكذلك قوانين الله في الكون والطبيعة (لا تحمي الغافلين). 
    كم سألنا الله ولكنه لم يستجب لنا؟؟ كم دعونا ودعونا ودعا إمام الحرمين وأمَّن الحجاج، وكل أئمة الأرض في مساجدهم كم دعوا وأمَّن الطيبون خلفهم.. لماذا لم يستجب لنا الله؟؟ هل مرَّ هذا السؤال بخاطرنا يومًا وأبكانا وأيأسنا؟؟ أين أنت يا الله؟؟؟
وإجابتي التي اكتشفتها مؤخرًا بعد طول عناء وسؤال لنفسي ولغيري وصرخت بأعلى صوتي : وجدتها .. وجدتها .. وبقدر ما قتلتني .. بقدر ما أعادت لي ثقتي بربي وإيماني به....
    الله لا يفعل لنا .. ولا بالنيابة عنَّا .. ولا يفكر لنا ويدبر لنا وينصرنا على أعدائنا مهما رفعنا الأكف للسماء ضارعين، ومهما ابتهلنا وذرفنا الدمع والدماء متوسلين خانعين... القانون لا يحمي المغفلين... والله لا يحمي الغافلين. فعندما نعود لإنسانيتنا التي أرادنا الله لها وخلقنا لأجلها، ونستخدم عقولنا التي ميزنا بها، ونفكر ونتدبر ونخطط، ونُعمل كل إمكانياتنا الممنوحة إلينا من الخالق،ثم نطلب التوفيق من الله، وقتها نجد المدد والعون منه، ومن كل دابة في الأرض والسماء، وقتها نستطيع تسخير الكون كله للدفاع عن قضية الحق. وكل قضايا الحق. لا ترفع يدك للسماء إلا من بعد أن تبذل كل وسعك إلى آآآآآآآآخر مداه. وقتها فقط يُستجابُ لك.
    سألني أحد طلابي اليوم (من الصف السادس)، ولد صغير فلسطيني متحمس، وناقم على اليهود والإسرائيليين، قائلًا: لماذا لا ينصرنا الله على الإسرائيليين.. فقلت له: الله لا ينصر الأغبياء، فقال لي (معتقدًا أنني أسب الإسرائيليين) ولكنه نصرهم علينا.. فقلت له: نحن الأغبياء وليسوا هم.. فلماذا ينصرنا.
    نحن من ندمر أنفسنا ونتواكل على الله، نحن من نبيع أراضينا، وينتشر الجهل والفقر وسوء الإدارة والفساد الأخلاقي والاقتصادي بكل مكان في بلادنا، فكيف ننتصر وبماذا، لقد هزمنا أنفسنا.. فلماذا ينصرنا الله .
تدبروا آيات الله التالية ، واستنتجوا لماذا حق القول على هؤلاءالقوم: (استحقوا العقاب)؟
يقول الله تعالى في سورة يس:       
                                    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
( يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ(6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ(10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ(11) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)).
                                        صدق الله العظيم.
    لماذا حق عليهم القول؟ ولماذا لم يؤمنوا؟ ولماذا جعل الله في أعناقهم أغلالًا في الدنيا (مصائب ومشاكل وكوارث... إلخ)، وفي الآخرة (ستكون أغلالًا حقيقية)؟ لماذا وضع الله السدود من بين أيديهم ومن خلفهم، فأغشاهم فلم يعودوا يبصرون الحق ، ولا يستطيعون فهم الرسالة، مهما بذل الرسول من الجهد لإنذارهم، (لأنهم كانوا غافلين) مستمرئين الضلال والجهل والغباء .. فاستحقوا أن يظلوا فيه وأن يزيده الله عليهم فيعمي أبصارهم أكثر من عماها الموجود ..
    وبالمقابل ، من يستحق الإنذار ويستجيب له؟

( إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ)



    الذين يتبعون القرآن (الذكر) ويخشون الله، ويتدبرون وينفذون أوامر الله التي أمرهم بها في القرآن، ويفهمون رسالته الحقيقية، هؤلاء فقط من يستحقون الإنذار ويستجيبون له وينتصرون به.
                                                صفاء الزفتاوي 17-11-2014
http://www.shomosnews.com/-theory-of-knowledge-and-islamic-sciences.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Copyright Text

( اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه )