اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

الخميس، 7 مايو 2015

ملة إبراهيم حنيفًا

ملة إبراهيم حنيفًا

___________



يقول الله تعالى: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ( 113 ) سورة البقرة.

كل فريق يظن أنه على الحق المطلق والآخر على الباطل المطلق ، حتى المسلمون بطوائفهم المختلفة يفعلون ذلك. والله يرد على الجميع بقوله ( فالله يحكم بينهم ... ) . 

إذن الحكم لله وليس لأي طائفة على الأخرى. فالدين عند الله الإسلام منذ آدم عليه السلام إلى إبراهيم (هو سماكم المسلمين) إلى محمد عليه الصلاة والسلام عندما أتمم الشريعة الإلاهية على الأرض ( اليوم أتممت لكم دينكم ...) .. فكل كتب ورسالات ونبوءات الأنبياء شرائع تكمل بعضها البعض ولا تتناقض إلا فيما خص به قوم بعينهم دون غيرهم لخاصية معينة لهم . فمنذ آدم إلى محمد ينزل الله أنبياءه ورسله ليعلموا أقوامهم التسليم والطاعة لله والانتصار للخير والعدل على الشر والظلم، وهذا هو جوهر الدين وجوهر الإسلام. أما التحريفات التي أدخلها البشر على رسالات الله منذ نوح إلى الآن ، فالله سيحاسبهم عليها ولم يخرجهم من دائرة الإيمان جميعًا لأنهم ليسوا سواء. وليس لأحد أن يحكم بكفر أحد ولا بأنه سيدخل النار أو الجنة لأن ذلك هو حق إلهي فقط، والله هو القاضي الوحيد الذي يحكم يوم القيامة ولا معقب لحكمه.

ويقول عز وجل : ( لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً (124) وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125) سورة النساء.

وفي هذه اللاية أيضًا رد واضح وصريح على من يقولون بأن طائفة دون الأخرى ستدخل الجنة، فالله يقول لهم ( أيها المسلمون): ( ليس بأمانيكم)، ولا أنتم من تحكمون بذلك، ( بأماني أهل الكتاب) ولا كذلك كما يتمنى اهل الكتاب من أنهم أبناء الله وأحباؤه أو أنهم شعبه المختار، فإن حكم الله على الأشخاص والأفكار والأشياء يختلف عن حكمكم القاصر الأناني عليها ، فيرد عليهم سبحانه: ( مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً ) فالحساب عند الله على حسب عملك السيء أو الصالح مع اشتراط الإيمان بالله لقبول العمل الصالح.

كذلك لا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى، لأن أهل الكتاب والعرب كانوا يحتقرون المرأة، وتبعهم في ذلك المسلمون بعد وفاة الرسول وانقطاع الوحي وعودتهم للجاهلية الأولى. ثم يؤكد الله على الجميع بأن أفضل المذاهب والملل هي (ملة إبراهيم حنيفًا) وأنه يجب علينا جميعا ( كل أهل الكتب السماوية اليهود والنصارى والمسلمون) أن يتبعوها ويتمسكوا بها ويتوحدوا عليها، ويوضح الله معنى الإسلام في هذه الآية وهو الدين الأحسن والأفضل على الإطلاق: ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ).. ( أسلم وجهه لله) أي أطاع الله وسلم أمره له، و( وَهُوَ مُحْسِنٌ ) وأحسن العمل وأحسن للناس، و ( واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ) لأنها الملة الصحيحة الواضحة التي لاى لبس فيها والتي نتفق عليها جميعًا والتي يمكننا أن نتوحد عليها ، نحن أهل الكتب السماوية جميعًا ، فكلنا نعترف بإبراهيم وبنبوته وبصدقه، وذلك لأنه وصل لمكانة من الإيمان والصدق بأن اتخذه الله خليلًا وهي منزلة لم يصل إليها أحد من الأنبياء لا قبله ولابعده. ( وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ) .. هو سماكم المسلمين .

                ( صفاء الزفتاوي 7-5-2015) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Copyright Text

( اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه )