اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

السبت، 23 نوفمبر 2013

خواطر قرآنية : 4- لا تنفذون إلا بسلطان.

خواطر قرآنية 
خاطرة 4
لا تنفذون إلا بسلطان

     قال تعالى:
( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ، فَبِأَيّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ، فَبِأَيّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، ( الرحمن: 33-36).
    اختلف كثير من المفسرين القدماء والمحدثين في تفسير هذه الآيات، فقال البعض أن فيها تعجيز وتهديد ووعيد للثقلين؛ الجن والإنس، فالتعجيز في كونهم لن يستطيعوا النفاذ من أقطار السموات والأرض، وإن استطاعوا في يوم من الأيام – وذلك مستحيل- بسلطان العلم، فإن الله سيرسل عليهما شواظ (أي شهب ونيازك)  من نار ونحاس فلا ينتصران.
  
    واختلفوا كذلك في تفسير معنى السماوات والأرض، فكلمة سماء تُطلق في اللغة العربية على كل ما يعلوا لإنسان، فتُطلق على سقف البيت وعلي السحاب وعلى السماء المحيطة بالأرض، واتسع معناها في العصر الحديث لتُطلق على المجموعة الشمسية بكواكبها ثم على الفضاء الكوني الذي لا يعرف الإنسان نهايته الحقيقية حتى الآن، فهل يستطيع الجن والإنس أن ينفذوا من أقطار السموات والأرض؟  

     نعم بالمعنى القريب، والبعيد، فكل من كتب في هذا الأمر نفى القدرة على النفاذ، وأن الله يذكر ذلك للتعجيز، وبأن أقصى ما يمكن أن يصل إليه العلم – ولم يصل حتى الآن- هو النفاذ من أقطار سماوات المجموعة الشمسية، والتي إن حدث ذلك في يوم ما مع استحالته علميًّا – على حسب ما وصل إليه علم العلماء حتى الآن – فإن السماء خارج المجموعة الشمسية مملوءة بالشهب والنيازك المعدنية المشتعلة، وقد انتشر منذ أيام خبر ظهور جسم غريب في سماء سيناء وفلسطين والأردن وتركيا، ولم يعرف أحد تفسير الظاهرة حتى أعلنت جهات حكومية روسية بأن هذه الأضواء كانت نتيجة مرور صاروخ عابر للقارات يمر بسرعة الضوء أطلقته إحدى مراكز التدريب الروسية في تجربة تدريبية للصاروخ، فهل كان يتصور أحد حدوث ذلك في يوم من الأيام- (صاروخ ينطلق بسرعة الضوء)- وماذابعد؟
      
    وهذا مما يثبت أن الله أخبرنا منذ أربعة عشر قرنًا أن هناك سُلطان، وهو سلطان العلم الذي سيتمكن من خلاله الإنس والجن أن ينفذوا من أقطار السماوات والأرض، ولكنهم بعد ذلك سوف يُرسل عليهما شواظ من نار ونحاس أي معادن مشتعلة وهي الشهب والنيازك، أو غيرها مما لا يعلمه إلا الله، فلن ينتصرا بعد نفوذهما لأن هناك قوة أعظم من قوة العلم، قوة من خلقَ العلم وخلقَ العلماء وخلقَ فيهم القدرة على التعلم والاكتشاف، ولكن هذه القُوى التي لدى البشر وهذا السلطان من العلم فإنها لا تقارن بقوة الله وعلمهِ المحيط وسلطانهِ العظيم، ويسألهما الله بعد كل آيةٍ تدلُّ على قدرته وعلى نعمهِ التي لا تعدُّ ولا تُحصى على الإنس والجن، السؤال المتكرر؛ (فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ )، وبأي نِعَمِهِ تجحدان؟ يا ذوي العلم والسلطان من أنعم عليكما بهذه النعمة؟ ومن أعطاكما القدرة على التفكير والبحث والاكتشاف، ومن سمح لكما بذلك في الأصل، يامن تريدان أن تعبثا في كل شيئ في الكون، إن للكون إله خلقه ونظمه، وإن لكما قدرة عظيمة أنعم بها عليكما، ولكنها لا تقارن بقدرة الإله وعظمته وسلطانه، فاستخدما قدراتكما في عمارة الأرض والكون ونشر الخير، أما السعي وراء إثبات القوة والسلطان، ونشر الدمار في الكون، فإنه سيُقابَلُ بشدةٍ وقُوَّةٍ وحَسْمٍ، فللكونِ ربٌّ يحميه، فتباركَ الذي بيدهِ المُلك وهو على كل شيئٍ قدير.
***

https://www.youtube.com/watch?v=JsEVXK0iyIc&feature=youtu.be

                                                                                                                    صفاء الزفتاوي 
                                                                                                                     14-6-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Copyright Text

( اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه )