اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

السبت، 21 ديسمبر 2013

عزيزي معلم التربية الإسلامية


أعزائي المعلمين والمعلمات:

يجب أن نخاطب طلابنا في مرحلة المراهقة عن الحب والزواج والعلاقات العاطفية في الإسلام، ونعلمهم أن الإسلام دين الحب، ولا ندفن رؤوسنا في التراب كالنعام، ونتركهم يضيعون في زحام مشاعرهم الفوارة والعلاقات المحرمة تحت اسم الصداقة والحب. يجب توجيههم إلى أن الدين لا يلغي المشاعر الإنسانية ولا يحرمها، ولكنه يضع لها حدودًا وشروطًا لحفظ حقوق الطرفين، ولإعلاء الكرامة والعفة وإرضاء الله على الرغبات العاطفية. وتعليم البنت أنها الكنز الثمين عند الله وأنها ليست بأقل من الرجل أو الشاب في أي شيء ولكنها ثمينة وغالية وعزيزة على الله، وأن الله يغار عليها فيلفها في ثوب الطهر والعفاف. يجب أن نعلمها كيف تعتز بدينها وبنفسها وبكرامتها، ثم لا نخشى عليها بعد ذلك.

كذلك الفتى والشاب المراهق يجب أن يعلم أنه مسؤول عن نفسه وتصرفاته ورغباته، وأن الإسلام دين الحب الحلال، والجمال وعزة النفس، فيعتز بنفسه ويعتز برجولته وشهامته. علموه الشهامة التي افتقدها الكثير من شبابنا، فيخاف على زميلته وجارته ويحميها كما يحمي أخته. ويعاملها باحترام لأنه في البداية يحترم نفسه وذاته، ويدرك مسؤوليته، وانه معجزة الله الكبرى في الكون. إنه ابن آدم الذي سجدت له ملائكة السماء لأنه تفوق عليها في المسابقة التي أجراها الله بينهما عندما تساءلوا عن الحكمة من خلقه، فاز على الملائكة بالعلم الذي علمه الله إياه، لم يفز عليها في النقاء والطهارة والإخلاص والعبادة ولكانت عي أجدر منه بذلك. فاز بالعلم وبالعقل الذي ميزه الله به.

فإذا علم الطالب أهميته وقيمته كإنسان، وعلم أن عصر الأنبياء انتهى وأن العلماء هم ورثة الأنبياء، وان رسالته كمسلم في هذا الكون لا تقل عن رسالة الأنبياء في نشر الخير والحب والسلام والدين الصحيح، وإعلاء قيمة الإنسانية وحرمة الإنسان وعزته وكرامته مهما اختلف عنه في الدين والمذهب والجنس والجنسية، لأنشأنا جيلًا من العظماء الذين يقودون شعوبهم للأمام وللخير ولسعادة البشرية في الدنيا والاخرة، ويتجنبون أخطاء الماضي وأخطائنا في حق انفسنا وفي حق الآخرين.

 

عزيزي المعلم احب نفسك قبل أن تحب طلابك، اعتز بنفسك وقيمتك وعملك، فهو عمل الأنبياء، لا تيأس من طلابك فكم صبر نوح قبل أن يدعوا على قومه، هل صبرت صبر نوح؟  وماذا حدث ليونس عندما أصابه اليأس وقرَّر الفرار من قومه والتخلي عنهم.؟ وماذا رد الحبيب المصطفى على ملك الجبال الذي سأله أن يطبق الأخشبين (جبلين يحيطان بمكة) على أهل مكة الذين عذبوه وطردوه. هل وافق؟ هل دعى عليهم؟ بل بكى حبًّا لهم وقال: لعلَّ الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله.

أحب نفسك، فتحب طلابك، وتحب الكون والناس أجمعين لأنهم صنعة الله، برّهم وفاجرهم، شقيهم وسعيدهم، كافرهم ومؤمنهم، وادعوا لهم بالسر والعلن لعل الله يضع في قلوبهم نورا من نور قلبك أيها المعلم -(النور)- الذي يضيء الظلمات للتائهين، يا حاملًا شعلة الخير والحب ونور الله في الأرض.

 

صفاء الزفتاوي.
21\12\2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Copyright Text

( اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه )