كاتبة وباحثة في مجال اللغة العربية والدراسات الإسلامية والتربوية وأدب الأطفال.
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه

الأربعاء، 8 يوليو 2015
هل الموسيقى حرام؟؟!!
هل الموسيقى حرام؟؟!!
الأخوة والأخوات الأفاضل والفضليات الذين يتحرجون من رؤية الحلقات والبرامج المفيدة لوجود الموسيقى ويخشون على صيامهم من الضياع ؟؟؟!!!
القضاء والقدر
القضاء والقدر:
__________
(اصنع قدرك بيديك)
يقول الدكتور محمد شحرور: ( إن القضاء هو حركة بين نفي وإثبات، أما القدر فهو وجود.
للتوضيح أكثر، دعني أضرب لك بعض الأمثلة: مثلاً إذا اجتمع أهل الأرض جميعهم، الصالح والطالح منهم، وطلبوا من الله أن يُلغي ظاهرة الموت، فهل سيستجيب الله لطلبهم؟ بالطبع لا، إذاً ظاهرة الموت مخزَّنة في اللوح المحفوظ، بمعنى ما هو مخزَّن في اللوح المحفوظ غير قابل للدعاء، وفي النهاية الله لا يتدخل إلا من خلال كلماته.
ومن هنا نفهم قوله: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا}[التوبة : 51]. وجعلها بالجمع وليس بالمفرد، وقال: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}[الذاريات : 22]، كذلك وضعها بالجمع وليس بالمفرد. مثال آخر: ميزانية سورية معروفة سلفاً، لكن توزيع هذه الميزانية من قبل أشخاص على أشخاص، يقوم على مبدأ الاحتمال، تماماً مثلما قال: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}[الذاريات : 22].
هذا منطق سليم، لكن هل وزّع الأرزاق لكل شخص بعينه، أي أن لكل شخص رزقاً محدداً دون غيره؟ بالتأكيد لا، لأن ذلك يلغي فضل العمل والجدّ فيه ويلغي مفهوم الصدقة.
والله كتب المرض على الناس، وثمة قائمة بالأمراض التي يمرض بها الإنسان من (سل، سرطان، تيفوئيد، ذات رئة، سعال ديكي…الخ) ونحن نعرف أننا لن نمرض إلا بمرض من هذه الأمراض، لأنه لا يوجد غيرها! من هنا أقول إن الله لم يحدد لنا مرضاً بعينه سنمرض به دون سواه، قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ}[الحديد : 22].
ماذا سنقول إذا كانت المصيبة قد وقعت نتيجة حادث سيارة؟ ثمة كتاب يحتوي على كل الاحتمالات التي تسبب مصيبة حادث السيارة، فإما أن يكون السبب عطلاً في السيارة أو في الطريق أو في السائق، بمعنى كل الاحتمالات الموجودة في كتاب الحادث واردة. (منفعلاً) والهزيمة مصيبة، واحتمالاتها وأسبابها موجودة في كتاب الهزيمة، ونحن هزمنا أكثر من مرة، فلماذا لا ندرس كتاب الهزيمة؟ أي شيء في الطبيعة يُفرض علينا تجب علينا دراسة عناصره لأنه كتاب، وإذا لم ندرس تلك العناصر فلن نصل إلى شيء)....
ويتساءل أحد المعلقين -(علي المطيري- الرياض)- على المقال قائلًا:
( أنا مؤمن بفكرة الدكتور شحرور بالقضاء والقدر وأرى أنها هي الأقرب للواقع ولاكن في نقاشي مع احد الزملاء الذي يؤمن بالفكره التقليده للقضاء والقدر التي تقول ان الله كاتب كل شيء منذ الأزل, طرح علي سؤال بعد ما ناقشته بنظريتك قال بما أن الإنسان مقدر له احتمالات كثيرة و يختار مابين الاحتمالات هذه هل الله يعلم اختياره ويعلم اختياراته في المستقبل؟ )
ويرد عليه قارئ آخر للمقال - ( مهدي الكبيسي) - قائلًا:
(اريد ان ابين رايا يخص الاجابة على هذا السؤال الكبير …. فالجواب يحتمل اجابتين...
الأولى: هي أن الله يعلم ماذا سيختار الإنسان في المستقبل:
وعلم الله في هذه الحال يعني ان حصول هذا الخيار في المستقبل هو أمر حتمي… لامناص منه …. وهذا سيقودنا الى …ان الانسان لاخيار له لان الخيار سيكون محدد سلفا وهذه الاجابة تلغي ارادة الانسان في الاختيار فينتفي عدل الله في حسابه وحاشا لله….فنصل بالنتيجة الى ان هذه الاجابة خاطئة … لايمكن قبولها.
اما الاجابة الثانية فهي ان الله لايعلم ماذا سيختار الانسان في المستقبل ….
وهذه الاجابه سيراها كثير من الناس غير جائزة لان فيها تجرأ غلى الله ورميه بنقص العلم … وحاشا لله وسبحانه وأنزهه من كل نقص، وقبل أن أبين أي الإجابتين هي المقنعة بالنسبة لي ….. لابد لي من مقدمة منطقية أرتب فيها الافكار …
فأقول:
لابد أولًا ….. أن نفصل بين القدرة الإلهية والإرادة الإلهية ونفرق بينـهما
فالله على كل شيء قدير وهو القادر المقتدر على كل شيء... بشهادة القرآن.
وهو أيضًا فعالٌ لما يريد … بشهادة القرآن.
وبناءً عليه…. بمكننا القول …. أنه سبحانه ليس فعال لكل ما يقدر عليه…. وإنما هو يفعل ما يريد حصرًا.
مثلًا:
لو سُئل سائل … هل أن الله قادر على أن يهدي الظالمين … وهل هو قادر على أن يهدي من هو مسرف كذاب …. الجواب نعم……. لأن الله على كل شيء قدير
السؤال الآن …. هل يهدي الله الظالمين وهل يهدي من هو مسرف كذاب … الجواب لا……….. مصداقا لقوله تعالى:
(……..إن الله لايهدي القوم الظالمين) 51 المائدة.
(…….إن الله لايهدي القوم الكافرين) 67 المائدة.
(إن الله لايهدي من هو مسرف كذاب)28غافر.
إن الله القادر على كل شيء هو نفسه لم يرد أن يهدي القوم الظالمين والكافرين ولا يريد أن يهدي من هو مسرف كذاب، أي أن الله وضع لنفسه سنة في تطبيق قدرته وكتب على نفسه عدم هداية هؤلاء بإرادته.
ولكن إذا أراد الظالمين أنفسهم أن يهديهم الله فهل هم قادرين على ذلك الجواب؟ نعم …. عليهم أن يتوبوا عن الظلم والكفر وأن يتوبوا عن الكذب والإسراف ….. أي أن يغيروا خياراتهم من الخيارات السيئة الى الخيارات الحسنة …. فهم اختاروا الظلم والكفروالكذب والإسراف بإرادتهم وهم مخيرون في تغييرها بالخيارات الأفضل وعندها يكونون من الذين يمكن أن يهديهم الله.
وعلى نفس الغرار لابد أن نفصل بين العلم والإرادة الإلهيه ونفرق بينهما.
فالله سبحانه وتعالى بكل شيء عليم وهو عالم الغيب والشهادة بشهادة آي التنزيل الحكيم، ولكنه هو من أراد أن لايعلم بعض الأمور إلا بعد وقوعها …. لأنه إذا علمها يسقط الخيار الإنساني أما إذا أجَّل علمه بها لحين وقوع الخيار الإنساني فسيتحقق عدله يوم الحساب.
ومثالنا على ذلك الايات التالية:
(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايُفتنون* ولقد فتنَّا الذين من قبلهم فليعلمنَ الله الذين صدقوا وليعلمنَ الكاذبين ) 3 العنكبوت.
والآية واضحة وصريحة فالله وضع الناس تحت الامتحان ليعلم خياراتهم لاحقًا ولو كان الله يعلم مسبقا ماهي خياراتهم لكن الامتحان والفتنه التي يجريها الله للناس نوع من العبث وحاشا لله
(ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا)12 الكهف …. والاية تشير بوضوح الى ان الله بعثهم واراد ان يعلم خياراتهم في احصاء المدة التي لبثوها ومن العبث ان نقول ان الله كان يعلم كل فريق ماذا سيحصى من امد اللبث مسبقا ثم يقوم بهذا الاختبار
(…..وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله……)143 البقرة
اي ان الله جعل القبلة الاولى ثم غيرها الى الكعبة اختبارا منه ليعلم من يتبع الرسول ومن سينقلب على عقبيه وفعلا هناك من تبع الرسول وهناك من تقوًل عليه كما وصل الينا في الاثر في قصة تغير وجهة النبي وقبلته في الصلاة.
خياراتهم ويحاسبهم عليها لا يحق لنا ونحن نقرا هذه الايات ان نقول ان في علم الله نقص ولكنه اراد ان يمتحن الناس ….ومن ثم سيعلم ماذا اختاروا ولهذا فقد كلف الكرام الكاتبين من الملائكة…. ليكتبوا خيارات الناس سيئها وحسنها ولو كانت هذه الخيارات مكتوبه مسبقا فلا مبرر لهؤلاء الكاتبين ووجودهم عبثي
واخيرا … سيكون جوابي على سؤالك الكبير يا اخ هو ….ان الله قد لا يعلم خيارات الناس المستقبلية
وانا مقتنع في سري وسريرتي.. … وبكل ايمان بالله وقدرته وارادته وعدله …وأؤمن انه ليس بالضرورة ان يعلم الله خياراتي المستقبليه وهي مسؤوليتي التي احاسب عليها واذا اراد الله ان يعلم بشيء من خياراتي فهو قادر على ذلك فاذا علمها فهو قادر ايضا على ان يمحو خياراتي او يثبتها اذا اراد . … (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) الرعد 39
اما من يفهم من كلامي ان فيه رميا لله بنقص في العلم والقدرة او الارادة فانه يقرا ما في سريرته هو والله اعلم بالسرائر )...
# منقول... ومطروح للمناقشة.. (فقط لمن له علم ودراسة لعلوم الدين وفلسفة الدين) ..
ورأيي ببساطة هو :
( أنت من تصنع قدرك، وليس الله. قدرك هو اختياراتك تجاه اختباراتك في الحياة. الاختبارات هي القضاء، والقدر هو اختياراتك وأفعالك تجاهها)..
(صفاء الزفتاوي)
مقالات متعلقة:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=4268
https://www.youtube.com/watch?v=qawR_0K8Gc4
الرق في الإسلام
الرق في الإسلام:
الرّقّ كان منظومة اجتماعية واقتصادية طاغية في عهد بداية الإسلام،
ولم يكن من الممكن التخلص منها دفعة واحدة..
ولكن كل الآيات القرآنية والآثار النبوية تدعو إلى تحرير العبيد:
{ فك رقبة }..
وبالنسبة لأسرى الحرب:
{فإما منا بعد وإما فداء}..
فالقرآن يدعو لتحرير من كان موجودًا من العبيد،
ويقطع الطريق على استعباد المزيد من البشر.
فلا عبودية لإنسان إلا لرب الإنسان فقط.
أما استعباد البشر وسبي النساء مسلمات أو غير مسلمات فقد قضى عليه الإسلام،
ولا سبيل لعودته أبدًا...
أما ما يحدث الآن من استعباد وسبي فهو يندرج تحت مصطلح الاغتصاب والزنا.
ولا يظن أحدهم أنه سيدخل الجنة ويلقى الحور العين بعدما ارتكب جريمة الزنا،
وقتلَ الأنفس البريئة بغير حق.
( صفاء الزفتاوي)
الموروث الديني، والاختيارات الصعبة
الموروث الديني، والاختيارات الصعبة:
_____________________
_____________________
يقول أحد الأخوة ( الباحث عن الحق):
(( عندما تقرأ الدين على أصوله كما يقولون من الكتب و التفاسير ستجد نفسك مضطر أن تحدد مصيرك لأن أمامك ثلات إختيارات لا أكثر :
1- أولاً: إما أنك تبيع ضميرك و تصبح مجرم بإسم الله.
2- ثانيًا : إما أن تكفر بالدين ككل و تصبح ملحد.
3- ثالثًا : إما أن تترك كل ما قرأته و كأنك لم تقرأه و تعيش عادي و تنسى كل شيء و لكن في هذه الحالة ستعيش بضمير مؤنب إذا كنت تملك ضمير.
أعتقد أنني قريبا سأختار الطريق الثالث، ماذا ستختار أنت؟ ))
..........................................................................................................
(( عندما تقرأ الدين على أصوله كما يقولون من الكتب و التفاسير ستجد نفسك مضطر أن تحدد مصيرك لأن أمامك ثلات إختيارات لا أكثر :
1- أولاً: إما أنك تبيع ضميرك و تصبح مجرم بإسم الله.
2- ثانيًا : إما أن تكفر بالدين ككل و تصبح ملحد.
3- ثالثًا : إما أن تترك كل ما قرأته و كأنك لم تقرأه و تعيش عادي و تنسى كل شيء و لكن في هذه الحالة ستعيش بضمير مؤنب إذا كنت تملك ضمير.
أعتقد أنني قريبا سأختار الطريق الثالث، ماذا ستختار أنت؟ ))
..........................................................................................................
وأقول :
هناك طرق أخرى واختيارات متعددة وليست ثلاثة فقط.
أن تقرأ القديم، وتتدبر القرآن، وأن يكون القرآن هو معيارك الذي تقيس عليه كل شيء، فما توافق معه أخذت به، وما تعارض معه رفضته بكل وضوح وصراحة.
هناك طرق أخرى واختيارات متعددة وليست ثلاثة فقط.
أن تقرأ القديم، وتتدبر القرآن، وأن يكون القرآن هو معيارك الذي تقيس عليه كل شيء، فما توافق معه أخذت به، وما تعارض معه رفضته بكل وضوح وصراحة.
فليس كل القديم والموروث سيء، فهي اجتهادات بشرية غير مقدسة، أثرت فيها عوامل متعددة، منها البيئية والعلمية والسياسية وغيرها الكثير، وفيها الغث والسمين، وفيها المفيد والسيء والأسوأ والإجرام بكل ما تعنيه الكلمة.
فالموروث يحتوي كنوزًا ، كما يحتوي سمومًا كذلك. ولهذا وجب تفنيده، ونقده واستخلاص الكنوز منه. فالعاقل لا يرمي صندوقًا مليئًا باللؤلؤ والمرجان لأن عليه بعض التراب، ولا لأن بعض الأحجار غير الكريمة اختلطت به، ولا لأن في الصندوق حية رقطاء.. وجب علينا إزالة التراب عن الصندوق وقتل الحية واستخراج الصخور والأحجار غير الكريمة واستبقاء الكنوز فقط... وبهذا نكون عدنا إلى الدين الصافي الجميل كما أراده الله عز وجل. المهمة صعبة وشاقة ولكنها ليست مستحيلة، وهذه المهمة يجب أن تتضافر كافة الجهود المؤسسية والفردية لتحقيقها من أجل نجاة هذه الأمة قبل اندثارها بسبب سوء الفهم وخلط الأوراق والضياع بين التطرف والإجرام، أوبين الإلحاد والانحلال.
(صفاء)
الله نور السماوات والأرض
الله وصف نفسه بأنه نور .. وكل ما هو جميل وحقيقي وحقيقة فهو نور ... وهو قبس من نور الله .. والنور كذلك طاقة .. فكل طاقة في الكون قبس من نور الله .. وشعاع من لدنه.. والروح طاقة من لدن الله ونور منه .. وهي ليست الإنسان بل الطاقة التي تمنحه القدرة على اليقظة والعمل والحياة .. فهي قبس من الله .. والروح لا تحاسب ولا تعذب ولا تشعر .. فمثلها مثل (الكهرباء) التي تبث الحياة في جهاز الكمبيوتر والجسد هو الجزء المادي منه ( hardware).. أما الإنسان فهو النفس .. النفس البشرية .. المعلومات التي داخل الجهاز ( softwar ). النفس هي شعورك تفكيرك عقيدتك سلوكك .. إلخ . وجسدك أدوات لاستقبال المعلومات فقط .. ثم النفس تحللها وتشفرها حسب ما تحمله من خير وشر وعلم وجهل وفطنة وغباء ... ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ... ) .. فيا أيتها النفس كوني لوامة لا أمارة بالسوء لترجعي إلى ربك مطمئنة راضية مرضية فتدخلي في عباده وتدخلي جنته ...
الآية 28 من سورة البقرة تشرح
وتتناول مراحل الحياة الحقيقية لدى الإنسان. كنتم أمواتا فأحياكم. ثم يميتكم ثم يحييكم . ثم إليه ترجعون. في البدء كان الموت وليس الحياة. (كنتم أمواتا) فالموت مرحلة من المراحل وليست نهاية . والموت يجعل الإنسان يتخلص من عالم المادة الذي يمنعه من رؤية الحقائق. فالبداية كان الإنسان في حالة موت وطهارة وبراءة في عالم الأرواح المؤمنة. وفي هذه الحالة ليس للإنسان إرادة ولا فعل حقيقي ولكنه مفعول به. ثم انتقل إلى عالم المادة والحياة ليكون فاعلا مكلفا محاسبا على أفعاله. ثم يعود لحالته الأولى (الموت ). ويعود ليدرس ويتأمل في حياته التي كان فيها فاعلا ويتحسر على ما فاته و ما فعله . ولكنه ليس فاعلا. فقط روح لا إرادة لها تفكر وتتأمل وتفرح أو تتألم ولا تفعل. ثم يعود لحالة الحياة والجسد والحساب ويوم القيامة مغامرة طويلة )50,000 سنة) أي حياة كاملة طويلة أطول مما عاشه على الأرض بأضعاف مضاعفة. ثم والعودة إلى الله بعد تلك المغامرة المأهولة بالمخاطر والمصاعب . يعود إلى الرحمن الرحيم الذي اشتقت الرحم من اسمه. وهل هناك أرحم من رحم الأم على جنينها. نعم . الرحمااااااااااان.
اليوم بإذن الله بدأت ختمة التدبر وقرأت من 1-29 من سورة البقرة . حسب تقسيمات الخريطة الذهنية لكي أفهم وأتدبر مضمون موضوعات السورة. وضعت الخريطة أمامي وكنت أقرأ كل مجموعة أيات على حدة وأتفكر فيها. واستوقفتني الآيتين 28 و 29 كثيرا.
الرحيم. الذي فاض كل الكون والخلق من عين الرحمة . والذي وسعت رحمته كل شيء. كل.... تشمل المؤمن والعاصي والكافر والملحد و.. و... و...
وعندما يصف رسوله فيقول( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) . (رحمة ).... (للعالمين) ... وليس للمسلمين فقط. تأملوا في الهدف الذي خلق الله الإنسان من أجله. والسبب الذي أرسل الله الرسل من أجله. ( الرحمة .... للعالمين )
وتتناول مراحل الحياة الحقيقية لدى الإنسان. كنتم أمواتا فأحياكم. ثم يميتكم ثم يحييكم . ثم إليه ترجعون. في البدء كان الموت وليس الحياة. (كنتم أمواتا) فالموت مرحلة من المراحل وليست نهاية . والموت يجعل الإنسان يتخلص من عالم المادة الذي يمنعه من رؤية الحقائق. فالبداية كان الإنسان في حالة موت وطهارة وبراءة في عالم الأرواح المؤمنة. وفي هذه الحالة ليس للإنسان إرادة ولا فعل حقيقي ولكنه مفعول به. ثم انتقل إلى عالم المادة والحياة ليكون فاعلا مكلفا محاسبا على أفعاله. ثم يعود لحالته الأولى (الموت ). ويعود ليدرس ويتأمل في حياته التي كان فيها فاعلا ويتحسر على ما فاته و ما فعله . ولكنه ليس فاعلا. فقط روح لا إرادة لها تفكر وتتأمل وتفرح أو تتألم ولا تفعل. ثم يعود لحالة الحياة والجسد والحساب ويوم القيامة مغامرة طويلة )50,000 سنة) أي حياة كاملة طويلة أطول مما عاشه على الأرض بأضعاف مضاعفة. ثم والعودة إلى الله بعد تلك المغامرة المأهولة بالمخاطر والمصاعب . يعود إلى الرحمن الرحيم الذي اشتقت الرحم من اسمه. وهل هناك أرحم من رحم الأم على جنينها. نعم . الرحمااااااااااان.
اليوم بإذن الله بدأت ختمة التدبر وقرأت من 1-29 من سورة البقرة . حسب تقسيمات الخريطة الذهنية لكي أفهم وأتدبر مضمون موضوعات السورة. وضعت الخريطة أمامي وكنت أقرأ كل مجموعة أيات على حدة وأتفكر فيها. واستوقفتني الآيتين 28 و 29 كثيرا.
الرحيم. الذي فاض كل الكون والخلق من عين الرحمة . والذي وسعت رحمته كل شيء. كل.... تشمل المؤمن والعاصي والكافر والملحد و.. و... و...
وعندما يصف رسوله فيقول( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) . (رحمة ).... (للعالمين) ... وليس للمسلمين فقط. تأملوا في الهدف الذي خلق الله الإنسان من أجله. والسبب الذي أرسل الله الرسل من أجله. ( الرحمة .... للعالمين )
صباحٌ عاطرٌ
صباحٌ عاطرٌ، الأشرعةُ تشقُ عُبابَ النهرِ، والجوُ العابقُ برائحةِ الأسماكِ وبقايا القشرياتِ وزيوتِ المحركاتِ يملأُ أنفي.. على شاطئِ النهرِ أسيرُ، فهذا النهرُ يَسري في عُروقي دونَ نهايةٍ، ورُبما دُونَ بدايةٍ، تنتابُني رغبةٌ في المشي فأمشي دونَ توقُفٍ .. الشمسُ مشرقةٌ، والأملُ يملأُ كياني .. أتنفسُ بعمق فيسري الهواء البارد في جسدي فأرتعش قليلًا وأنكمشُ على نفسي.. تمنيتُ أن أكونَ هذه الصخرة الراقدة على الشاطئِ، تتعاقب عليها العصور، تحرقها الشمس، وتغسلها الأمطار، ينحتها النهر، وأيدي الأطفال.. يكسوها الضباب الذي يخفي الأفق، وأشجار النخيل على الجانب الآخر من النهر...) .
فقرة من مسرحية (البحار الصغير) .. صفاء الزفتاوي
فقرة من مسرحية (البحار الصغير) .. صفاء الزفتاوي
** (القلب الذهبي) **
** (القلب الذهبي) **
____________________
لا أدري لماذا منذعدة أيام تتردد في مخيلتي صورة الغلاف لقصة (القلب الذهبي) للكاتبة الراحلة (جاذبية صدقي) رحمة الله عليها.. ويشدني الحنين لتلك الأيام وأنا في المرحلة الابتدائية في مدرستي القديمة التي كانت تطل على ضفاف النيل في محافظة دمياط .. وأتمنى عودة الأيام ... ولكن .. هيهات !
هذه القصة الجميلة الرائعة الراقية والتي أتمنى أن يُعاد تدريسها في المدارس مرة أخرى، فقد كنا ندرسها في صف اللغة العربية في الصف السادس الابتدائي، وقد كانت من أكثر القصص التي أثرت في منذ طفولتي وجعلتني أعشق القراءة والقصص أكثر فأكثر . كنت أحتفظ بهذه القصة وكل القصص الجميلة التي كنا ندرسها في المدرسة مرفقة مع كتاب اللغة العربية أو التربية الإسلامية لسنوات طويلة، ولكن لا أدري هل مازالت القصة موجودة في كراكيب الكتب القديمة أم لا؟؟
من يملك نسخة مصورة منها (PDF) أرجو أن يرسل لي نسخة، أو رابط لها، لأنني لأسف بحثت عنها على الشبكة ولم أجدها..
لقد كانت لنا قلوب ذهبية ونحن صغار.. أين ذهبت؟؟ ومن سرقها منا؟؟
وهذا المقال التالي منقول ، وأنقله لكل من يتذكر تلك الكاتبة الجميلة وقصصها الواعية الممزوجة بعبق الزمان والمكان وروح الإنسان.
صفاء الزفتاوي frown emoticon
___________________
( قلب -جاذبية صدقي الذهبي)
كتبته:
انتصار عبد المنعم
الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 20:28
المحور: الادب والفن
كثيرون تعرفوا على اسمها وهم مازالوا صغارا يدرسون «القلب الذهبى»، قصة الفتاة الواسعة العينين «زين» وقطها «نمر»، وكثيرون مازالوا يتذكرون الإهداء الذى صدرت به الرواية القصيرة»إلى ابنتى بهية وجيلها الوثاب الذى يهوى المعرفة وهدفه الواقع لا ترضيه سوى الحقائق يجد ويشقى ويجاهد باحثا عنها أبدا"، تلك كانت جاذبية صدقى، الأديبة والكاتبة الصحفية التى ولدت عام 1920. كتبت جاذبية الرواية والقصة بنفس الألق الذي كتبت به للأطفال رائعتيها «القلب الذهبى»، و«بين الأدغال» . ومن أعمالها الخالدة «مملكة الله»، «الحب»، «بوابة المتولى»، «ليلة بيضاء»، و«لمحات من المسرح العالمى».قامت بترجمة العديد من الأعمال الأدبية العالمية مثل «الشاره القرمزيه» لناتانييل هوثورن. اهتمت جاذبية أيضا بأدب الرحلات، تسجل رحلاتها وتمزجها بانطباعات وحكايا تتوالد مع كل مشهد وعلى كل أرض بتلقائية شديدة وبمشاعر فياضة. ففى كتابها عن رحلتها إلى أسبانيا والتى تضمنت أيضا زيارة سريعة لسويسرا وايطاليا «فى بلاد الدماء الحارة» والتى قامت بها فى الستينيات، جاءت الكلمات معبرة ومشهدية لتضع الواقع متجليا أمام القارئ الذى يجد أن الصورة تتجسد مع كل كلمة تكتبها. وكما رصدت المشاهد، رصدت سلوك البعض الذى لا يوافق البلد الذى يعيش فيه بقولها «فى نظرى خير ما يفعله المغترب أن يعيش ويتصرف في حدود آداب البلد الذى يزوره» .تصف جاذبية كاتدرائية «سان بيترو» ونسمع معها تراتيل القداس ونرى بعينها مشهد المرأة الإيطالية العاشقة تعترف بينما صوت الأرغن يضج بنغماته المدوية العالية. وهكذا لا تفوت الكاتبة مكانا يخلبها بجماله إلا ونسجت عليه قصة لتجعله فضاء حقيقيا لقصة متخيلة فتتجسد القصة كأنها سيرة لأحدهم أو احداهن. تصف «الماتادور» ومصارعة الثيران وما يتعلق بها من طقوس خاصة ،تتحدث عن كل شبر تمر عليه في اسبانيا من اشبيلية إلى غرناطة يأسرها جمال الحاضر وتستعمرها ذكريات الماضى الجميل فى الأندلس.
كتبت جاذبية «أهل السيدة» منذ أكثر من خمسة عقود فى يناير من عام 1956، ومازالت «أم العواجز» كما هى تستقبل زوارها ومريديها رغم أن «جاذبية صدقى» نفسها رحلت عام 2001، ولكنها تركت خلفها «أهل السيدة» كنص أدبى يشهد على عالمها الذى كانت تتجول فيه بحرية تمزج فيه الواقعى بالمتخيل بحرفية أصيلة، فلا تلمس أى نتوء يجعلك تشعر بأن هناك أى فاصل بين الحدث الأصلى أو السرد المنسوج عليه. ولا يتبادر إلى ذهنك أبدا أن تتساءل عما إذا كانت تكتب تجربة ذاتية خالصة، أم إنها تمارس المزج بين الإثنين لتخرج علينا بمزيج جديد بديع يحمل سمات الواقع الذي يمثله «شارع السد، والحاجة بطاطة،حارة الناصرية» ومعطيات نص أدبى تضع نفسها فيه موضع الساردة البطلة. فى «أهل السيدة» يتجلى تأثر الكاتبة بالجو «الزينبى»الذى فتنها وفتن كل من جاور المقام ولو لفترة قصيرة ولا أبلغ من «قنديل أم هاشم» الذى عكس أيضا تأثر الكاتب الكبير يحيى حقى بنفس الجو وطقوسه وتأثر حياة الناس به.
وعلى العموم وفى أغلب أعمال جاذبية يظهر افتتانها بالحياة البسيطة والبسطاء التي تعبر عن وجه مصر الحقيقى الذى تأسره بسمة على وجه طفل يلعب الحجلة أو عجوز يرفع أكف الضراعة والدعاء. حتى فى أعمالها الأدبية للأطفال «ابن النيل، والقلب الذهبى» تناولت نماذج واقعية لبشر بسطاء شكل النيل محورا مهما فى حياتهم مثلا الفتى حمدان فى «ابن النيل» والفتاة زين فى «القلب الذهبى». وجعلت النيل يلعب دورا حيويا في حياة الأبطال لترسخ قيمة الهوية المتأصلة كما النيل. وكما تقول الدكتورة أميمة جادو عن صورة النيل عند جاذبية صدقي وكما تمثل فى «ابن النيل» استطاعت الكاتبة أن توظف نهر النيل ومفرداته عبر الحكى لترسيخ مجموعة من القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والوجدانية بشكل رائع صراحة أحيانا أو ضمنيا أحيانا.
وتقول أيضا عن الرواية «إنها رواية الزمن الجميل إن جاز التعبير، زمن العذوبة والفيض والكرم والسماحة والخصوبة والجمال والحب وكلها مستمدة من نهر النيل.
قال عنها الأستاذ أنيس منصور «تألقت الأديبة جاذبية صدقى ـ بنت الباشا ـ طويلا وكثيرا.. ثم توارت.. اختفت.. تلاشت طويلا، فكأنها ماتت قبل أن تموت بالأمس.وجاذبية صدقى تنتمى إلى مدرسة التحليل النفسى ـ إن كانت هناك مدرسة بهذا الاسم،, فإن لم يكن فهى ناظرة المدرسة والتلميذة الوحيدة.. فكل قصصها القصيرة والطويلة كانت رحلات شقاء وعذاب فى حوارى النفس وسراديب الخصوصية.. وكانت قاسية عنيفة علي أبطالها مثل قسوة الدنيا عليها.. فهى تجلدهم حتى يعترفوا.. وكانوا يعترفون.. ويقولون أكثر مما طلبت منهم، ولكنها لم ترحم منهم أحدا ولانفسها».
كتبت جاذبية عن المشاعر الجميلة والقيم والحياة الرائقة البسيطة يستهويها بائع فجل بسيط، غجرية عاشقة، لوحة فنان، بسمة على شفاه طفلة. كتبت بغزارة وعاشت طويلا تقاوم النسيان والتجاهل والتهميش، ولعلها الآن تطل علينا لتدرك أن هناك من جيل بهية الوثاب من يذكرها، ومازال يجاهد من أجل المعرفة التى تبنى فكرا نيرا، ويبحث عن الحقائق التي تقود إلى المستقبل الذى كانت تأمله لكل جيل بهية. ولربما يتذكرها المهتمون بالشأن الثقافى الحقيقى فيكرمون اسمها بعد أن رحلت تاركة لنا إرثا ثقافيا متنوعا جديرا بالاهتمام والرعاية
____________________
لا أدري لماذا منذعدة أيام تتردد في مخيلتي صورة الغلاف لقصة (القلب الذهبي) للكاتبة الراحلة (جاذبية صدقي) رحمة الله عليها.. ويشدني الحنين لتلك الأيام وأنا في المرحلة الابتدائية في مدرستي القديمة التي كانت تطل على ضفاف النيل في محافظة دمياط .. وأتمنى عودة الأيام ... ولكن .. هيهات !
هذه القصة الجميلة الرائعة الراقية والتي أتمنى أن يُعاد تدريسها في المدارس مرة أخرى، فقد كنا ندرسها في صف اللغة العربية في الصف السادس الابتدائي، وقد كانت من أكثر القصص التي أثرت في منذ طفولتي وجعلتني أعشق القراءة والقصص أكثر فأكثر . كنت أحتفظ بهذه القصة وكل القصص الجميلة التي كنا ندرسها في المدرسة مرفقة مع كتاب اللغة العربية أو التربية الإسلامية لسنوات طويلة، ولكن لا أدري هل مازالت القصة موجودة في كراكيب الكتب القديمة أم لا؟؟
من يملك نسخة مصورة منها (PDF) أرجو أن يرسل لي نسخة، أو رابط لها، لأنني لأسف بحثت عنها على الشبكة ولم أجدها..
لقد كانت لنا قلوب ذهبية ونحن صغار.. أين ذهبت؟؟ ومن سرقها منا؟؟
وهذا المقال التالي منقول ، وأنقله لكل من يتذكر تلك الكاتبة الجميلة وقصصها الواعية الممزوجة بعبق الزمان والمكان وروح الإنسان.
صفاء الزفتاوي frown emoticon
___________________
( قلب -جاذبية صدقي الذهبي)
كتبته:
انتصار عبد المنعم
الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 20:28
المحور: الادب والفن
كثيرون تعرفوا على اسمها وهم مازالوا صغارا يدرسون «القلب الذهبى»، قصة الفتاة الواسعة العينين «زين» وقطها «نمر»، وكثيرون مازالوا يتذكرون الإهداء الذى صدرت به الرواية القصيرة»إلى ابنتى بهية وجيلها الوثاب الذى يهوى المعرفة وهدفه الواقع لا ترضيه سوى الحقائق يجد ويشقى ويجاهد باحثا عنها أبدا"، تلك كانت جاذبية صدقى، الأديبة والكاتبة الصحفية التى ولدت عام 1920. كتبت جاذبية الرواية والقصة بنفس الألق الذي كتبت به للأطفال رائعتيها «القلب الذهبى»، و«بين الأدغال» . ومن أعمالها الخالدة «مملكة الله»، «الحب»، «بوابة المتولى»، «ليلة بيضاء»، و«لمحات من المسرح العالمى».قامت بترجمة العديد من الأعمال الأدبية العالمية مثل «الشاره القرمزيه» لناتانييل هوثورن. اهتمت جاذبية أيضا بأدب الرحلات، تسجل رحلاتها وتمزجها بانطباعات وحكايا تتوالد مع كل مشهد وعلى كل أرض بتلقائية شديدة وبمشاعر فياضة. ففى كتابها عن رحلتها إلى أسبانيا والتى تضمنت أيضا زيارة سريعة لسويسرا وايطاليا «فى بلاد الدماء الحارة» والتى قامت بها فى الستينيات، جاءت الكلمات معبرة ومشهدية لتضع الواقع متجليا أمام القارئ الذى يجد أن الصورة تتجسد مع كل كلمة تكتبها. وكما رصدت المشاهد، رصدت سلوك البعض الذى لا يوافق البلد الذى يعيش فيه بقولها «فى نظرى خير ما يفعله المغترب أن يعيش ويتصرف في حدود آداب البلد الذى يزوره» .تصف جاذبية كاتدرائية «سان بيترو» ونسمع معها تراتيل القداس ونرى بعينها مشهد المرأة الإيطالية العاشقة تعترف بينما صوت الأرغن يضج بنغماته المدوية العالية. وهكذا لا تفوت الكاتبة مكانا يخلبها بجماله إلا ونسجت عليه قصة لتجعله فضاء حقيقيا لقصة متخيلة فتتجسد القصة كأنها سيرة لأحدهم أو احداهن. تصف «الماتادور» ومصارعة الثيران وما يتعلق بها من طقوس خاصة ،تتحدث عن كل شبر تمر عليه في اسبانيا من اشبيلية إلى غرناطة يأسرها جمال الحاضر وتستعمرها ذكريات الماضى الجميل فى الأندلس.
كتبت جاذبية «أهل السيدة» منذ أكثر من خمسة عقود فى يناير من عام 1956، ومازالت «أم العواجز» كما هى تستقبل زوارها ومريديها رغم أن «جاذبية صدقى» نفسها رحلت عام 2001، ولكنها تركت خلفها «أهل السيدة» كنص أدبى يشهد على عالمها الذى كانت تتجول فيه بحرية تمزج فيه الواقعى بالمتخيل بحرفية أصيلة، فلا تلمس أى نتوء يجعلك تشعر بأن هناك أى فاصل بين الحدث الأصلى أو السرد المنسوج عليه. ولا يتبادر إلى ذهنك أبدا أن تتساءل عما إذا كانت تكتب تجربة ذاتية خالصة، أم إنها تمارس المزج بين الإثنين لتخرج علينا بمزيج جديد بديع يحمل سمات الواقع الذي يمثله «شارع السد، والحاجة بطاطة،حارة الناصرية» ومعطيات نص أدبى تضع نفسها فيه موضع الساردة البطلة. فى «أهل السيدة» يتجلى تأثر الكاتبة بالجو «الزينبى»الذى فتنها وفتن كل من جاور المقام ولو لفترة قصيرة ولا أبلغ من «قنديل أم هاشم» الذى عكس أيضا تأثر الكاتب الكبير يحيى حقى بنفس الجو وطقوسه وتأثر حياة الناس به.
وعلى العموم وفى أغلب أعمال جاذبية يظهر افتتانها بالحياة البسيطة والبسطاء التي تعبر عن وجه مصر الحقيقى الذى تأسره بسمة على وجه طفل يلعب الحجلة أو عجوز يرفع أكف الضراعة والدعاء. حتى فى أعمالها الأدبية للأطفال «ابن النيل، والقلب الذهبى» تناولت نماذج واقعية لبشر بسطاء شكل النيل محورا مهما فى حياتهم مثلا الفتى حمدان فى «ابن النيل» والفتاة زين فى «القلب الذهبى». وجعلت النيل يلعب دورا حيويا في حياة الأبطال لترسخ قيمة الهوية المتأصلة كما النيل. وكما تقول الدكتورة أميمة جادو عن صورة النيل عند جاذبية صدقي وكما تمثل فى «ابن النيل» استطاعت الكاتبة أن توظف نهر النيل ومفرداته عبر الحكى لترسيخ مجموعة من القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والوجدانية بشكل رائع صراحة أحيانا أو ضمنيا أحيانا.
وتقول أيضا عن الرواية «إنها رواية الزمن الجميل إن جاز التعبير، زمن العذوبة والفيض والكرم والسماحة والخصوبة والجمال والحب وكلها مستمدة من نهر النيل.
قال عنها الأستاذ أنيس منصور «تألقت الأديبة جاذبية صدقى ـ بنت الباشا ـ طويلا وكثيرا.. ثم توارت.. اختفت.. تلاشت طويلا، فكأنها ماتت قبل أن تموت بالأمس.وجاذبية صدقى تنتمى إلى مدرسة التحليل النفسى ـ إن كانت هناك مدرسة بهذا الاسم،, فإن لم يكن فهى ناظرة المدرسة والتلميذة الوحيدة.. فكل قصصها القصيرة والطويلة كانت رحلات شقاء وعذاب فى حوارى النفس وسراديب الخصوصية.. وكانت قاسية عنيفة علي أبطالها مثل قسوة الدنيا عليها.. فهى تجلدهم حتى يعترفوا.. وكانوا يعترفون.. ويقولون أكثر مما طلبت منهم، ولكنها لم ترحم منهم أحدا ولانفسها».
كتبت جاذبية عن المشاعر الجميلة والقيم والحياة الرائقة البسيطة يستهويها بائع فجل بسيط، غجرية عاشقة، لوحة فنان، بسمة على شفاه طفلة. كتبت بغزارة وعاشت طويلا تقاوم النسيان والتجاهل والتهميش، ولعلها الآن تطل علينا لتدرك أن هناك من جيل بهية الوثاب من يذكرها، ومازال يجاهد من أجل المعرفة التى تبنى فكرا نيرا، ويبحث عن الحقائق التي تقود إلى المستقبل الذى كانت تأمله لكل جيل بهية. ولربما يتذكرها المهتمون بالشأن الثقافى الحقيقى فيكرمون اسمها بعد أن رحلت تاركة لنا إرثا ثقافيا متنوعا جديرا بالاهتمام والرعاية
المرأة رَحِمُ العالم
المرأة رَحِمُ العالم:
______________
قلب المرأة مخلوق ليكون قلب أم .. حتى التي لم تُرزق بأولاد أو حتى لم تتزوج ما تزال تملك قلب الأم الذي يحتوي الجميع من أهلها وأحبابها وتحيطهم بدفئها .. فعاطفة الأمومة أقوى عاطفة في الوجود ... (خلقتُ الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي) .. وقيل معنى الرحمن من الإحاطة التامة للشيء واحتوائه كما يحتوي الرحم الجنين .. فالرحمن يحيط بكل شيء، ومن عين الرحمة خلق الكون.. وكلنا متصلون به شئنا أم أبينا من خلال الروح التي بثها فينا ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ........ فقعوا له ساجدين) ... الرحمن _ الرحيم_ الرحمة _ الرَّحم. ( الحب _الإحاطة_الاتصال الدائم_ صلة الرحم من أعظم القربات) ... المرأة - الأم هي رحم الرحمة والحب والعطاء الدائم إلى الما لا نهاية. وقبل أن يتكلم اي رجل في العالم بكلمة تسيء إلى المرأة من قريب أو بعيد، فلينظر في عيني أمه أولًا فإن استطاع أن ينطق بها فلينطق وعينيه في عينيها.
تحية لكل أم أنجبت وربت، ولكل أم لم تنجب ولكن ربت أو أحبت وأخلصت.
(صفاء الزفتاوي
______________
قلب المرأة مخلوق ليكون قلب أم .. حتى التي لم تُرزق بأولاد أو حتى لم تتزوج ما تزال تملك قلب الأم الذي يحتوي الجميع من أهلها وأحبابها وتحيطهم بدفئها .. فعاطفة الأمومة أقوى عاطفة في الوجود ... (خلقتُ الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي) .. وقيل معنى الرحمن من الإحاطة التامة للشيء واحتوائه كما يحتوي الرحم الجنين .. فالرحمن يحيط بكل شيء، ومن عين الرحمة خلق الكون.. وكلنا متصلون به شئنا أم أبينا من خلال الروح التي بثها فينا ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ........ فقعوا له ساجدين) ... الرحمن _ الرحيم_ الرحمة _ الرَّحم. ( الحب _الإحاطة_الاتصال الدائم_ صلة الرحم من أعظم القربات) ... المرأة - الأم هي رحم الرحمة والحب والعطاء الدائم إلى الما لا نهاية. وقبل أن يتكلم اي رجل في العالم بكلمة تسيء إلى المرأة من قريب أو بعيد، فلينظر في عيني أمه أولًا فإن استطاع أن ينطق بها فلينطق وعينيه في عينيها.
تحية لكل أم أنجبت وربت، ولكل أم لم تنجب ولكن ربت أو أحبت وأخلصت.
(صفاء الزفتاوي
الاثنين، 15 يونيو 2015
من هو الله؟ ... ولماذا خلقنا؟
من هو الله؟ ولماذا خلقنا؟
__________________
زميلة لي في العمل غير مسلمة سألتني لماذا تتكلمون عن الله بصيغة المذكر دائمًا واعتبرت هذا تمييزًا ضد المرأة. والسائلة (لا دينية ) لا تؤمن بالأديان بصفة عامة، ولكنها تؤمن بأن هناك رب وخالق للكون ولكنها لا تعرف من هو.. ولا تقتنع بتفسير الأديان للإله، ولذلك سألت ، فإنها تجده في التوراة رجل قاسٍ غاضب طوال الوقت من بني إسرائيل ومن الناس أجمعين وينزل عقابه بهم، وتجده في الإنجيل (أب وابنه وروح تربط بينهما)، وفي الإسلام والقرآن نعبر عنه بصيغة المذكر، فهي تسأل: لماذا كل الأديان تتصور أن الله على شكل رجل؟؟؟ لماذا ليس امرأة مثلًا ؟؟
فقلت لها إن الصيغ النحوية شيء والحقيقة الفعلية أحيانًا تكون شيء آخر ، ولأننا في اللغة العربية لا نملك صيغة غير المذكر والمؤنث للتعبير عن الأسماء، فغالبًا ما لا جنس له يُشَارُ إليه بصيغة المذكر. والله وصف نفسه في القرآن الكريم بأنه (نور السماوات والأرض) والنور لا جنس له. فالله ليس رجلًا ولا امرأة. ولا مذكر ولا مؤنث. الله نور . والنور دائمًا خير وضد الظلام والشر.
ولا يجوز تشبيه الله بالبشر، في صفاته الخاصة ولا في شكله.. لأن الله يصف نفسه في القرآن قائلًا: (الله نور السماوات والأرض) وكذلك يصف نفسه: (قل هو الله أحد، الله الصمد ، لم يلد ولم يُولد، ولم يكن له كفوًا أحد) ، ويقول: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)..
إذن هي مسألة استخدامات لغوية فقط.. لأن اللغة العربية تعطي للشيء صفة المذكر أو المؤنث، وتعطي صفة المذكر للغائب أو المجهول أو الذي لا نعرف ما هو.
ومن التعليقات ذات المدلول العمق، تعليق لصديقة (غير مؤمنة بالله، وتشعر أن الله اضطهد المرأة كذلك) وتقول: " تتناسين سيدتي انه ليس نحن الذين نتعامل مع الله بصيغة الذكر وإنما هو. وأن قواعد اللغة العربية بنيت على أساس القرآن وليس العكس، وبالتالي امتلكَ الله فرصة لخلق قواعد تسمح بالتوجه إليه بدون جنس ولكنه لم يفعل. وأن الله نفسه رفض اختصاص ملائكته بالأسماء المؤنثة حتى من باب أنها أسماء فقط، معتبرًا ذلك قسمة ضيزي، وعندما اختار بنفسه جعل كل الأسماء مذكرة، مختارًا قسمة ضيزي بحق أتباعه من النساء ولصالح الذكورية، رافضًا على الإطلاق إطلاق اي اسم مؤنث على أحد في مملكته ولو من باب التلطف إلى النساء. إن موقف الله من الأنثوية يتطابق تماما مع موقف المجتمع الذكوري الذي لايذكر اسم المرأة الا من باب الفاحشة وتلحقها كلمة " حاشاك".. انتهي كلام الصديقة.
ومن ردي عليها ما يلي: المجتمع شيء وتقاليد المجتمع وظلم المجتمع للمرأة وظلم الفقهاء للمرأة كل هذا شيء ، والله وكلام الله شيء آخر ... مررت بمرحلة من عمري أختي بما تقولين الآن .. ولكنني تجاوزته بعدما استطعت التفريق بين الله وكلام الله والبشر وتفسيرات البشر لكلام الله ... هناك فرق كبير... ولكن الأمر يحتاج لمعاناة لمعرفته وللوصول لحقيقته ... المعاناة للخروج من الصندوق الأسود (صندوق العادات والتقاليد والموروث البشري الذي ألصقوه بالمقدس وألحقوه به وجعلوه مقدسًا وهو ليس بذلك) .... البشر يصبغون كل شيء بصبغتهم الذاتية الاجتماعية والاقتصادية والنفعية ويشوهون كل ما هو جميل في سبيل الحصول على أكبر قدر من الفوائد الشخصية ... حتى الدين تم استغلاله لاستعباد البشر وتحويلهم إلى قطعان عمياء يتم استخدامها كوقود يحترق ليضيء الطريق للطغاة ويفتح لهم البلاد وأموال العباد....
الله خالق اللغات والله سبحانه يوحي إلى كل مخلوقاته بما يناسبهم وبما يفهمون، والإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتكلم باللغات، وهذا على حد تحليلي للخطاب القرآني ( والله أعلم)...
*** فمن هو الله؟؟؟؟؟ ولماذا خلقنا؟؟؟؟؟
_________________________
( الله نور السماوات والأرض) ... الله نور ، فالله هو من يمنح الطاقة لكل شيء في الكون.
الملائكة من نور، (ضوء) طاقة خالصة، ولذلك فإنهم يخترقون السماوات والأرض بسرعة الضوء.
الجن ، من مارج من نار، طاقة مركبة + حرارة ولها كثافة، ولذلك يمكنهم التنقل والتشكل ولكن ليس بسرعة الملائكة ولا بصفائهم.
الإنسان ( روح ونفس وجسد) الجسد ذو كثافة عالية فلا يمكنه التنقل بسرعة، والنفس هي الإنسان وعقله ومشاعره وكل أحساسيسه، وملكاته النفسية من خير وشر، أما الروح والتي هي قبس من نور الله الخالص النقي والذي منحها للإنسان فقط، فهي من الله (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) ... الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يحمل قبسًا من نور الله (الروح) داخله.... وهذا ما يميزه عن سائر المخلوقات. وهذا ما يجعله وسيطًا بين الملائكة والجن.
أما لماذا خلقنا وخلق الملائكة والجن وكل شيء... لكي نعرفه. في البدء كان الله، ولم يكن شيء آخر ( الله نور) ..... أراد الله أن تُعرف، أن يتعرف عليه الآخر، وأين الآخر ؟؟ فالله أحد.... فخلق الكون، ثم خلق الملائكة الذين يعملون دون توقف أو تساؤل ويسيرون شئون الكون (موظفين مجتهدين) يُسَبِّحون الله ويقدسونه ، ويؤدون وظائفهم ويحبون الله فهم نور خالص نقي طاهر.
فخلق الجن من مارج (من حرارة النار) ، وأعطاهم الحرية وهي الأمانة فأفسدوا وعصوا وتجبروا، لأنه برمجهم على اختيار ما بين الخير والشر، (الفطرة ) ، ( ونفسٍ وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) .... فلم يرتقي الجن إلى المنزلة التي أرادها الله منهم ، فطغى شرهم على خيرهم، فالنار وظيفتها الإحراق أكثر من الإنارة، وما يزال منهم مؤمنين يغالبون طبيعتهم النارية.
فخلق الإنسان من سلالة (التطور) من طين، ثم (سوَّاه) و (نفخ فيه من روحه) ، ومع نفخة الروح امتلأ الإنسان نورًا وليس نارًا،،،،،،،،،،،، وتعجبت الملائكة وتساءلت، لماذا يا رب تخلق مخلوقًا آخر مختارًا ولديه حرية؟؟؟؟ ونحن نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ونُقَدِّسُ لك؟؟؟؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون......ثم......
علَّم آدم الأسماء كلها (علمه أسس العلم واللغات والخبرات ) ، ثم عرض تلك العلوم والمعارف على الملائكة وسألهم عنها فلم يعرفوا لأنهم لم يُخلقوا للعلم والمعرفة، بل خُلُقوا للتسبيح والعمل وأداء وظائف محددة لا يعرفون غيرها .
نون والقلم وما يسطرون، كن فيكون، .... الرحمن ، علم القرآن، خلق الإنسان ، علَّمه البيان...
الإنسان أول كائن ينطق باللغة (اللغة المحكية) الكلام .... ولا يوجد كائن في الكون يعبر عن إحساسه بالكلام واللغة إلا الإنسان ... الإنسان كائن متكلم ، وليس حيوان ناطق. الكلام واللغة وسيلة العلم والمعرفة، اللغة وعاء العلم . بدون لغة لا يوجد علم . إدراك الصم والبكم قاصر وناقص بدون اللغة المحكية برغم وجود لغة الإشارات لديهم (درَّست لهم ودَرَستُ عنهم) ....
الله علم آدم الأسماء كلها، الملائكة لم تكن تعرف أسماء الأشياء والموجودات، وعندما سألهم لم يعرفوا وقالوا (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) ، الله يتكلم مع الملائكة وحيًا (تخاطر) وليس بلغة محكية. والله يوحي إلى جميع مخلوقاته في الكون، والوحي بمعنى التخاطر والإلهام والبرمجة المسبقة (الفطرة)... ( وإذ أوحى ربك إلى النحل .... ) . لا توجد لغة محكية بين الله وبين النحل، ولا بين الله وبين الملائكة، ولا بين الله وبين الجن. الوحيد الذي يعرف اللغات هو الإنسان. والوحيد من الملائكة الذي علمه الله اللغات هو (جبريل عليه السلام) لكي يلقي في روع الأنبياء أو في عقلهم أو في إلهامهم بكلمات الله المقدسة بشكل ما من الأشكال (غيب) فتتحول إلى لغة بشرية .
وعلَم آدم الأسماء كلها..... وأقام مسابقة بينه وبين الملائكة ففاز آدم في المسابقة لأنه مؤهل للتعلم وقادر على التعلم ، وعلى الاستكشاف والاستنباط والتحليل .... إلخ ، فقد أعطاه الله ملكات عقلية عليا. ولهذا خلقهم.
يقول الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) .... إلا ليعلمون ويتعلمون ويعرفون ويصبغون الكون بصفات الله (الرحمن) فتتجسد تلك الصفات وتُعرف.
فما العبادة المطلوبة من الإنسان؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول الدكتور (خيري العُمري"أكبر جريمة ارتكبت بحق مفهوم “الاستخلاف” ،وهو ذلك الخلط الذي حدث بينه وبين الديكورات التاريخية المصاحبة لدولة الخلافة في التاريخ الإسلامي ! . هذا الخلط يعكس فهماً مختزلاً ، بل ومعكوساً للكلمة ….. وهو الخلط الذي ساهم في قتل المفهوم الحقيقي للخلافة والاستخلاف …. ماذا لو كان مفهوم الخلافة الحقيقي شخصياً جداً ، يمس حياتك الشخصية ؟ الاستخلاف قبل كل شي هو نمط حياة . وأسلوب للعيش ، طريقة في النظر إلى الأشياء وإلى العالم وإلى الذات . قصر الاستخلاف على مفهوم سياسي يجعله يتقزم ، ويخرجه عن مساقة ومساره الأصلي .. يخرجه عن تربته القرآنيه التي نما فيها .بل ويحمل في ذلك بذرة هلاكه وتدميره … ".
إنَّ العبادات التشريعية ما هي إلا تدريبات إيمانية لإصلاح النفس وتقويتها على أداء مهمتها الأساسية في العبادة الحقيقية وهي إصلاح النفس والسلوك والإحسان إلى الآخرين وتمهيد الحياة وإصلاحها للعيش الكريم. فالله يقدم لنا الأدوات والمواد الخام والعقل الذي يعرف ويتعلم وما علينا إلا تشغيل هذا العقل والتعلم والعمل والإنتاج... لِنُحَوِّل أرضنا بأيدينا إلى الجنة التي نريدها، لا شيء يُقدم بلا مقابل ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وأقول لطلابي دائمًا: ( لا يوجد شيء مجاني أبدًا ... Nothing is free ) ... الإيمان ثم العمل الصالح من أجل نفسك ومن أجل الآخرين ومن أجل الحياة هو ما يعطيك ما تريد في الدنيا والآخرة .
قال لي البعض كذلك : إن السؤال استفزازي ولا يجب طرحه هكذا. نعم السؤال استفزازي ، وربما أغيره، ولم يكن المقصود الاستفزاز أبدًا ولكن التنبيه على شيء يقع فيه الكثير من الناس حيث يتخيلون الله على صورة رجل يجلس على العرش (الكرسي) مثل ملوك الدنيا ، ومن المهم تصحيح هذه الصورة لدى الناس .. فالله ليس رجلًا كبير السن ذو لحية يجلس على الكرسي كما يصوره اليهود، وليس الشاب الجميل (المسيح المصلوب) كما يصوره المسيحيون.
لقد كان المقال في البداية عبارة عن منشور عبارة عن سؤال فقط مكون من ثلاث كلمات كالتالي: (هل الله رجل؟؟) .. وقد عدَّلت السؤال وأضفت للمنشور آراء القراء المعلقين وردودي عليها، وما زلت أُعدل فيه كلما وردتني أفكار وآراء تستحق الإضافة من الأخوة والأخوات الأفاضل..
ولقد أثار سؤال الزميلة - (غير المسلمة) عندما سألتني هذا السؤال - عندي ذكريات متصلة بالموضوع، فقد كتب أحد الأشخاص في موقع ما أنَ الله (رجل) وأن جبريل عليه السلام (رجل) وذلك لأنه كان يأتي الرسول (ص) في صورة رجل، وعندما جادلته ، انهال علي ..... فتركت له المكان وانصرفت للأبد... فلا مجال لمناقشة ذوي العقول المغلقة...
لقد تعلمنا طيلة حياتنا أن الملائكة خُلِقوا من نور ، وأنهم ليس لهم جنس، وأنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون أو يتناسلون. فكيف ننفي ذلك عن مخلوق من مخلوقات الله، ثم ينسبه البعض للخالق، سبحانه وتعالى عما يصفون.
ومن التعليقات: ( الأنثى رقيقه والله حنَّان بغير رقة أوضعف ـ الأنثى تَعشق والله يُحب ـ الأنثى تهوى والله منزه عن الهوى ـ جمال الأنثى شهوه وجمال الله نور ـ الأنثى أروع ما خلق الله ليعلمنا أنه ليس كمثله شئ وإن كان في الوجود من جمال فالله أجمل... ).
حقًا فإنَّ الله يجمع بين صفات الجمال والجلال .. الجمال خص الله به المرأة .. والجلال خص الله به الرجل .. ومن الرجال من يجمع بينهما مثل يوسف (عليه السلام) الذي جمع بين الجلال والجمال .. ومن النساء من تجمع بينهما مثل السيدة مريم عليها السلام .. كل شيء في الكون يؤيد ثنائية الصفات، فالله سبحانه يجمع بين الثنائيات في آن واحد من كل صفات الجمال والجلال (الرحمن الرحيم، المنتقم الجبار) ... وكذلك فقد أنزل من صفاته تلك على المخلوقات في الأرض بقدرٍ معلوم، وكذلك على أماكن وأزمنة بعينها، فمن زار (مكة) ثم زار (المدينة) يجد صفات الجلال والرهبة تتجلى في مكة، ويجد صفات الجمال والرحمة والراحة النفسية تتجلى في المدينة.
سبحانه من له الجلال والجمال والكمال ، فالرجل ناقص ويلزمه امرأة ليكمل نقصه، والمٍرأة ناقصة ويلزمها الرجل لتكمل نقصها، فلا كامل إلا الله، سبحانه تنزه عن النقص وعن الحاجة لغيره وعن الذكورة والأنوثة والحاجة لجنس يميزه..
ومن تعليقات القراء: ( في الحقيقة أن الإنسان دائما ما يصبغ تصوراته البشرية على كل مافي الوجود، وإذا وسعنا دائرة السؤال وقلنا ما الذي يجعل من الشمس مؤنثة مثلا ؟ ومن القمر مذكر وهكذا ؟ سنجد أن اللغة التي يستخدمها الإنسان كنظام دلالي لا تخرج في نهاية المطاف عن حدود بشريته وما ينعكس على إصباغه لتصوراته على الوجود !)
قرأت جملة اليوم لأحد الكتاب أيضًا وفيها حكمة ومعناها لا نصها كالآتي:( لا يمكن للعقل أن يكون أكبر من الكون أو أكبر ممن خلقه، ولذلك لا يمكنه احتواء كل الكون أو احتواء مفهوم الخالق أبدًا) ... ولكننا كمخلوقين نحاول التقرب من الخالق وفهمه على قدر عقولنا البسيطة والمحدودة الإدراك... والتي تستقي إدراكها من المعلومات التي تمدها بها الحواس وتحاول تحليلها والربط بينها، لكن الحواس أيضًا محدودة في إدراكها وكذلك العقل محدود في تعامله مع المدركات الحسية المحدودة ... فعلمنا ومعرفتنا كلها محدودة ، وصدق المولى عز وجل : (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا )).
ومن التعليقات الحكيمة أيضًا ما يلي: ( ويظل كل تصور عن الله لا يُقر صاحبه معه بنقص تصوره ومحدوديته..هو محض إدعاء كاذب أو وهم زائف..إذ كيف للمحدود أن يحيط بالمطلق ؟! إننا ﻻ نملك إﻻ ما رأيناه من بعض زوايا النظر لله وليس كلها.ﻻ نملك إﻻ رؤيتنا القاصرة من ذواتنا المحدوده..فمنا من اطمئن بها ومنا من لم يطمئن ومنا من نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر..والله عليم بذات الصدور) .
وأخيرًا أقول أنَّ اللهَ موجود حيث يوجد الحب، فالله الرحمن، خلق الرحمة، وخلق الرَّحم، واشتق لها اسمًا من اسمه، وأوصى بصلة الرحم، والمحبة بين جميع مخلوقاته.
إن يد الله لا تكف عن العمل، وعن الخلق، وكل يومٍ هو في شأن، فلنكن نحن على صورته، وصورة صفاته، ولنعمل، ونَسْبَح في ملكوته ونُسَبِّح له، وندور في الكون كما يدور ونؤدي ما خُلِقنا من أجله، من تحقيق للعدل والخير والجمال وتمهيد الأرض وتعبيدها وتطويرها ونشر العلم والعمل الصالح وتحرير الإنسان، لا استعباده.
(حرَّر أخاك تكتمل صلاتُك)......
يا طائر الحب خذني معك إلى حيث السماء واسعة واسعة.....
افتح أبواب قلبي وفك قيدي وامنحنى جناحين لأسبح معك.....
(وكلٌ في فلكٍ يسبحون) .. يسبحون يسبحون يسبحون ... ما أروعك...
(صفاء الزفتاوي ) 14/ 15- 6 - 2015
الاثنين، 8 يونيو 2015
كلام عن الحُب
كلام عن الحُب
عندما يتكلم الناس عن الحب لا يعني أنهم يعيشون حالة حب جديدة، ولكن المفترض أن
يعيش الإنسان حالة حبه الأول باستمرار، أن تكون حالة الحب مستمرة متجددة
متفاعلة مع كل المتغيرات المحيطة بها، تنافسها وتقاتلها على استمرارها وحياتها بكل
أنواع الأسلحة المباحة... قاتلوا من أجل حياة قلوبكم ومن أجل أن تستمروا في حالة
الحب بلا نهاية ... أغدقوا حبًا على كل ما ومن حولكم وحاربوا به شياطين الإنس
والجن وقنابل الحقد والحسد والفساد ... قاتلوا بالحب لنحيا بالحب ونحيا بالله في
قلوبنا وأعيننا وأرواحنا ، وننثر حبنا لله حبًا على كل الوجود.
********
خدني معك أيها الطير فموسم هجرة القلب قد حانت إلى حيث لا أدري، ولكن أدري أنها حانت، قد اشتاقت حناياه إلى النور، قد اشتاقت وقد غابت عن العين ملامح كل منظور، قد اشتاقت إلى روح وريحانْ، وقلب بات فرحانْ، بلا ألم، بلا حزن، بلا ماض يُعاتبه، بلا آت تؤرقه هواجسه، بلا دنيا ... بلا دنيا .. بلا دنيا ... قد اشتاقت قلوب العشق للعليا.. وقد حانت
يا طائر الحب خذني معك إلى حيث السماء واسعة واسعة.....
افتح أبواب قلبي وفك قيدي وامنحنى جناحين لأسبح معك.....
(وكلٌ في فلكٍ يسبحون) .. يسبحون يسبحون يسبحون ... ما أروعك...
(صفاء)


الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
Copyright Text
( اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه )